"لف وارجع تاني" يبدو أنه أصبح شعار مؤسسات الدولة خلال المرحلة الحالية، فرغم ما تمر به البلاد من أزمات متلاحقة في مجالات عدة، إلا أن بعض مسؤولي حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل يطلقون تصريحات لا يلبث أن يكذبها زملاء لهم، أو يتراجع عنها المسؤول نفسه بعد نقد الشارع ورواد "السوشيال ميديا" لها، ما يعكس حالة تخبط وتضارب في التصريحات، وكأنما تطلق مؤسسات الدولة مشاريعها وأفكارها دون دراسة أو تنسيق فيما بينها، على طريقة "الجزر المنعزلة".

الصحة تُصَرِّح والجيش ينفي والصيادلة تقاضي

من التصريحات التي أثارت سخرية ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، حول أزمة "لبن الأطفال" الحالية الخميس الماضي، والتي قال فيها إن القوات المسلحة لديها 30 مليون علبة "لبن" وضعت عليهم لوجو القوات المسلحة ليتم بيعها بالصيدليات.

ما أثار حفيظة العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، لينفي في بيان أمس السبت، وجود أي عبوات مخزنة لدى القوات المسلحة، قائلا إنه سيتم استيراد أول دفعة من الألبان اعتبارا من 15 سبتمبر الجاري ليتم استلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر (30) جنيهاً للعبوة.

في الوقت ذاته هاجم الدكتور محي عبيد، نقيب الصيادلة، تصريحات وزير الصحة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسي ببرنامج "على مسؤليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، قائلاً "وزير الصحة معلوماته مغلوطة، فالصيدليات لا تبيع الألبان المدعومة بمبلغ 65 جنيه"، معتبرا أنها إهانة لصيادلة مصر.

وتابع "أعتذر لصيادلة مصر على ما بدر من الوزير، وسنتخذ الإجراءات القانونية ضد وزير الصحة بشأن لبن الأطفال".

محافظ سوهاج آخر من يعلم

دافع عادل مصلح رئيس جهاز مدينة "البلينا" بسوهاج، عن تمثال ميدان الشهيد عصمت أمين، والذي تم تداول صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا يزال "تحت التنفيذ"، ويجب الانتهاء منه أولا للحديث عن دلالته.

وفي نفس الوقت، صرح أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج عبر وسائل الإعلام بأنه أحال مُصمم التمثال والمشرفين على تنفيذه وتركيبه إلى التحقيق، لعدم قيامهم بعرض تصميم التمثال عليه قبل تركيبه، مؤكدا أنه فوجئ بشكاوى واتصالات من أهالي مركز البلينا بشأن التمثال، وأن عددا كبيرا من الأهالي لا يستوعبون التصميم، ويجدون أنه يخالف الذوق العام ويتنافى مع ثقافتهم وتقاليدهم، لذا أصدر أوامر بتعديل تصميم التمثال بشكل لائق يحترم ثقافة أهالي المركز وتقاليدهم.

وكان التمثال قد أثار عاصفة من السخرية الأسبوع الماضي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". والتمثال لمجسمين "رجل يحتضن امرأة من الخلف"، وترمز المرأة لـ"مصر". 

التعليم بين الفشل والتخبط

بعد إخفاق وزير التربية والتعليم في منع تسريب امتحانات الثانوية العامة بدوريها الأول والثاني، خرجت الوزارة في أول سبتمبر الحالي بقرار إلغاء إمتحانات الـ"ميد تيرم" واستبداله بامتحانات شهرية في كل فصل دراسي.

القرار الذي اتخذه المجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي برئاسة وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني أثار حفيظة الأهالي ومخاوفهم من استفحال وباء الدروس الخصوصية، واعتبره البعض في تعليقاتهم محاولة لإلهاء الرأي العام والزج بقضية جانبية للتغطية على فشل الوزارة في تسريب الامتحانات.

وبعد صدور القرار بثلاثة أيام، أعلنت وزارة التربية والتعليم رسميا تراجعها عن إلغاء امتحانات الميد تيرم لاستطلاع رأي أولياء الأمور حول القرار وتداعياته وطرحه  لسلسلة من الحوارات المجتمعية، تاركة علامات استفهام وتعجب كثيرة عن سبب اتخاذ القرار ثم التراجع عنه بعد ثلاثة أيام فقط.

السيسي يفض "اشتباك"الخطبة الموحدة

في الثاني عشر من يوليو الماضي اجتمع مختار جمعة وزير الأوقاف بوكلائه، ليتفق الجميع على تنفيذ "الخطبة المكتوبة" في صلاة الجمعة.

وأعلنت مشيخة الأزهر اعتراضها أواخر الشهر على قرار وزارة الأوقاف القاضي بأن تكون خطبة الجمعة موحدة وتقرأ من ورقة، مع التزام تام بنصها.

وكان كثير من أئمة المساجد خالفوا وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بعدما خرجوا على موضوع الخطبة الموحدة المقررة من الوزارة، وتجنبوا القراءة من ورقة مكتوبة مثلما فعل الوزير في حين استنكر مصلون فكرة توحيد خطبة الجمعة.

تزامن ذلك مع تصاعد موجة الخلافات بين الأزهر ووزارة الأوقاف، ليدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى لقاء مفاجئ مع أحمد الطيب شيخ الأزهر، في محاولة منه لتهدئة الأجواء بين المؤسستين الدينيتين الأكبر في مصر.

وطالب السيسي بوقف التراشق بين الأزهر والأوقاف، حيث شعر أن الخلافات بين المؤسستين حول خطبة الجمعة المكتوبة قد تضر بدور الأزهر ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتعطيل تجديد الخطاب الديني المتأزم بالأساس.

فطر الإرجوت يحير الحكومة

لفتت الحكومة اهتمام دوائر اقتصادية ووسائل إعلام دولية بأسلوب تعاملها مع شحنات القمح المستوردة وما إن كانت تسمح بوجود نسبة فيها من فطر الإرجوت أو لا تسمح.

كانت مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، قالت العام الماضي إنها ستحظر الواردات التي تحتوي على الفطر بعدما كانت تسمح مثل أغلب الدول بوجود الفطر بنسبة تصل إلى 0.05 في المئة وهو مستوى غير ضار. لكن تجار القمح أحجموا عن المشاركة في المناقصات المصرية لصعوبة تحقيق هذا الشرط. وما لبثت الحكومة أن تراجعت.

ويوم 28 أغسطس الماضي تراجعت الحكومة مجددا وأعادت العمل بسياسة عدم التسامح مع وجود الفطر الشائع.

وقالت مجلة الايكونوميست إن أسلوب التعامل مع وارادت القمح يمثل افضل دليل على عدم كفاءة الحكومة.