"إحنا مش موقع تعارف ودردشة، وخطواتنا مش هتناسب غير اللي بجد نفسه يبدأ حياة زوجية سعيدة ومستقرة".. بهذه الكلمات عرفت صفحة "خاطبة الفيس بوك" عن نفسها.

وأوضحت الصفحة -التي جذبت أكثر من 80 ألف مشترك- أن هدفها هو "جمع رأسين في الحلال"، عبر مساعدة راغبي الزواج في إيجاد شريك ملائم.

وتشترط "خاطبة الفيس بوك" على من يبحث عن زوج أو زوجة أن يرسل رسالة إلى الصفحة تتضمن المعلومات التالية (الاسم الثلاثي، لقب الأم، العمر، لون البشرة، الوزن والطول، المؤهل الدراسي، الوظيفة والراتب الشهري، المواصفات المطلوبة في الشريك، الحالة الاجتماعية، مدى الاهتمام بالدين والصلاة، مستوى الجمال (للنساء فقط)، توافر شقة، صورة شخصية واضحة المعالم). وأكدت الصفحة على سرية البيانات التي يتم إرسالها.

وتباينت ردود أفعال مستخدمي فيس بوك على الصفحة والهدف منها، وإمكانية سعيهم للزواج من خلالها، فقالت إيمان محمد "أشجع الفكرة، ويا رب تكون نية الأدمن فعلا انها توفق في الحلال". ورأى أحمد علي أن "التعارف يجب أن يكون في وجود أولياء أمر الفتاة على الأقل لضمان الجدية".

فيما تشككت ناهد أحمد من نية القائمين على الصفحة، قائلة "ونعرف منين انهم جادين ولا هيعملوا ايه بالمعلومات اللي هتتبعت لهم!"

وأبدى عدد من الأشخاص رغبتهم في إيجاد زوج "ابن حلال" لابنة أو شقيقة أو زوجة "صالحة".

وسخر البعض الآخر من الفكرة، فكتبت رضوى محمد "هو لسه في حد بيتجوز بالطريقة دي".

وانتقدت نور من يسخروا من الصفحة، قائلة "لو الأدمن ناوية تطبق الفكرة يبقى تستاهل كل الاحترام، مش لازم كل حاجة نتريق عليها ونشكك فيها".

وقالت نهى (اسم مستعار) وتعمل مهندسة، لأصوات مصرية، إنها تراسلت أكثر من مرة مع صفحات تعارف بهدف الزواج على فيس بوك لأنها لم تجد الشريك المناسب في محيطها الاجتماعي.

وأضافت "قابلت أكتر من شخص عن طريق صفحات مماثلة واكتشفت أن المعلومات اللي كانوا بيقولوها عن نفسهم مش صحيحة والموضوع مكنش بينجح".

ويرفض إسلام سعفان، حاصل على ليسانس آداب، فكرة هذه الصفحات قائلا "مش دي الطريقة اللي الواحد ممكن يتجوز بيها، بالإضافة لأنها مش مجدية".

وأضاف لأصوات مصرية "عمري ما سمعت عن حد جرب حاجة زي كده واستفاد منها، والبيانات اللي الناس بتبعتها للصفحة ممكن تستغل بأي بطريقة، أبسطها إنها تتباع لشركات إعلانات".

وأرسلت "أصوات مصرية" رسالة إلى الصفحة للتواصل مع القائمين عليها، ولم تتلق رد.

وقالت د.نهلة إمام أستاذ العادات والتقاليد بالمعهد العالي للفنون الشعبية، لأصوات مصرية، إن هناك عشرات الصفحات التي تحمل نفس الفكرة مع اختلاف مسمياتها.

وترى أن انتقال "الخاطبة" التقليدية التي تساعد على إيجاد شريك الحياة إلى العالم الافتراضي يجسد تغير طرق التعارف مع تغير الزمن، قائلة "مع انتشار الفيس بوك والواتس آب في العالم طبيعي نلاقي صفحات زي كده، ومواقع التعارف موجودة في العالم كله لكن مقدرش أحكم إذا كانت محل ثقة ولالأ".