في الوقت الذي كان العالم يحتفل فيه بيوم الفتاة (11 أكتوبر) لمناهضة التمييز ضد المرأة على أساس الجنس، ظهر على إحدى القنوات الفضائية المصرية ضيف من المفترض أنه طبيب نفسي، يزعم أن المرأة لديها غدة نفسية تنفرد بها عن الرجل، وهي غدة "الهبل" تفرز هرمون "الهطل".

وقال الطبيب في ضيافة البرنامج الصباحي لتلك الفضائية "المرأة لديها غدة نفسية، تنفرد بها عن الرجل، تسمى غدة الهبل".

وأضاف الطبيب -وهو حاصل على الدكتوراه في العلاج النفسي المعرفي من جامعة عين شمس بحسب صفحته على موقع فيس بوك- أن المرأة إذا وقعت في الحب، تنشط عندها غدة "الهبل"، وحين ترى مَنْ تحب، تفرز تلك الغدة- على حد قوله- هرمون "الهطل".

مقدمة البرنامج بدورها اكتفت بالضحك وردت "كمل أنا ساكتة"، ليتابع الضيف: هذا أمر حميد جدا، وعلى السيدات أن تفرح به.

مهرج

وتقول هناء أبو شهدة أستاذة علم النفس الإكلينيكي بجامعة الأزهر إن "هذا الرجل يهرج بالتأكيد، ليس هناك أي غدة تسمى غدة الهبل، بل هناك (في جسم الإنسان) غدة نخامية وأخرى درقية (تؤثران على الحالة النفسية)، وأي اضطراب في نشاط أي من هاتين الغدتين يتسبب في اضطراب نفسي."

وتعتقد أبو شهدة وهي عميدة سابقة لكلية الدراسات الإنسانية بالجامعة ذاتها، أن هذا الطبيب الشاب أراد إطلاق "إفيه (نكتة) بغرض الشهرة".

اللقاء التلفزيوني الذي أذيع تحت عنوان "الخواص النفسية للمرأة"، قدم المرأة بشكل عام، شخصا ضعيفا، مندفعا، لا يجيد التحكم في مشاعره أو انفعالاته، فقال الطبيب: المرأة عندما تحب، فمهما علا قدرها حين ترى مَنْ تحب، تتصرف كأنها طفلة، لا تراعي تقاليد أو أعراف".

السؤال هنا لماذا لم تكلف مقدمة البرنامج نفسها وتسأل ضيفها صاحب الشهادة الجامعية الذي يقدم نفسه معالجا نفسيا معتمدا محليا ودوليا، ما الاسم العلمي لهذه الغدة؟، واكتفت بالضحك على الضيف الكوميدي لتتسبب في حالة من البلبلة في مجتمع تتعرض 27 مليون من فتياته للختان، الذي تدافع عنه عقليات مثل هذا الطبيب.