أحدث الأخبار
أغلقَ القرآن الباب أمام إدعاء النبوة نهائياً بقوله تعالى "وخاتم النبيين"، لكن باباً جديداً ظل مفتوحا يؤرق الأمة الإسلامية، وهو باب المهدي المنتظر الذي دخل منه "الشيخ ميزو".
أثار الأزهري محمد عبد الله نصر، الشهير بـ"الشيخ ميزو" جدلًا واسعاً، بعد إعلانه أمس الأحد في بيان له، أنه المهدي المنتظر، ويأتي ذلك بعدما وصف ميزو صحيح البخاري بـ"المسخرة" في أغسطس 2014، وأكد أن الرقص الشرقي ليس حراماً، متحدياً من يدعي خلاف ذلك، ومؤكدا على أن بدلة الرقص أفضل من النقاب.
وطالب عبد الله السنة والشيعة بمبايعته، مستشهداً بحديث للرسول "ص" رواه أبو داود في صحيحه يتحدث عن ظهور المهدي المنتظر آخر الزمان.
ادعاء الشيخ" ميزو"، يتشابه مع أشهر مدعي المهدية فى القرن العشرين، وهو محمد بن عبد الله القحطاني سعودي الجنسية، غير أن الأخير اقتحم الحرم المكي ليحتمي به مع مائتين من أنصاره مدججين بالسلاح، بقيادة صهره جهيمان العتيبي فى اليوم الأول من القرن الهجري الجديد 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979.
انتهى الأمر بمقتل القحطاني وبعض أنصاره والقبض على انصاره بعد أسبوعين من السيطرة على الحرم المكي وبعد حصار ومعارك شرسة استعانت فيها المملكة بنخبة من القوات الإنجليزية.
على الجانب الآخر، سخر رواد السوشيال ميديا من "الشيخ ميزو"، و طالب خبراء علم نفس بإخضاعه للعلاج النفسي واصفين اياه "بالمضطرب نفسياً". فيما كان للباحثين الإسلاميين وجهة نظر أخرى، تتلخص في احتياج كتب التراث إلى التجديد، ولكن ليس بهذه الطريقة التي يفعلها "ميزو"، مؤكدين على غياب دور الأزهر جامعاً وجامعة من قيادة للتيار التنويري في العالم الإسلامي.
من هو "الشيخ ميزو"
تخرج الشيخ "ميزو"من كلية أصول الدين جامعة الأزهر، ولم يعمل إماماً بوزارة الأوقاف، بعد فشله فى اجتياز اختبار المسابقة الذى تجريه الوزارة بصفة دورية لتعيين الأئمة الجدد، وبرر"ميزو" ذلك بأن الأجهزة الأمنية هى التى استبعدته.
وعبر تصريحات إعلامية وصف "ميزو" نفسه بخطيب ميدان التحرير الذي يحارب التطرف والإرهاب وينشر الحب والسلام في الأرض.
بدأت شهرة "ميزو" عندما رفع حذاءه في وجه منصة الإخوان بميدان التحرير عام 2012، ومنذ ذلك الحين بدأت الفضائيات باستضافته ليهاجم الإخوان، وارتبط اسمه بشكل كبير بمهاجمة التيار الإسلامي بشكل عام.
يسعى "ميزو" إلى تقديم برنامج على أي فضائية تتيح له ذلك، أو من خلال دعم مادي يقدمه من أراد له. جاء ذلك عبر استفتاء قام به "ميزو" عبر صفحته الشخصية، تفاعل معه قرابة 650 شخصاً تقريباً. ولميزو صفحة رسمية على موقع "فيس بوك"يتابعها أكثر من 37 ألف متابع.
فتاوى "ميزو"
يقدم "ميزو" نفسه على أنه الشيخ التنويري الذي يُغرد خارج السرب، ومن هنا برزت له فتاوى أثارت الجدل، كان آخرها أن من يحرم الرقص الشرقي عليه أن يأتي بدليل للتحريم، وأن الحرام ما ثبت بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة والأصل في كل شيء.
وعن رأيه في "بدلة الرقص"، قال"ميزو"، إن كل أنواع الفنون التي لم يرد فيها نص حلال، ومن أراد أن يشاهد هذا النوع من الفنون "أهلا وسهلا، ومن لم يرد ما يتفرجش، لو مدارسنا فيها طالبات رقص شرقي أحسن من المنتقبات اللي بيدمروا".
كما طالب ميزو، بمحاكمة كل من دعا النساء لارتداء "قطعة القماش"، في إشارة إلى الحجاب، بتهمة "سبّ الذات الإلهية".
وقال ميزو إن "اليهود والمجوس، وكل من يعمل صالحًا سيدخلون الجنة"، موضحًا أنه يوجد آيات قرانية تؤكد ذلك.
وعبر وسائل الإعلام أنكر ميزو صيام يوم عاشوراء، مدعياً أن لا أصل في السنة يقول بذلك، وأسماها أكذوبة عاشوراء.
وتحدث نصر أيضاً عبر وسائل الإعلام عن زواج المسلمة من غير المسلم، وقال إنه من المسكوت عنه في القرآن.
غياب دور الأزهر وعقدة "الموديل"
حلل محمد الدويك كاتب صحفي وباحث إسلامي، إدعاء نصر بقوله، إن أي فرد درس بالأزهر وتخرج منه بعقلية مستقلة، يكتشف وجود فجوة وحالة فراغ وعجز مناهجه عن إيجاد أجوبة مقنعة لحياته وأحواله المعاصرة.
ويضيف الدويك هناك أمر آخر يتلخص في أن الإجابات التي أجاب عنها الأزهر في كافة النواحي الحياتية، إجابات بالية وقديمة وخارج الزمن وغير قابلة للتطبيق، مدللاً على ذلك بأن من يدرس قوانين "نيوتن" للجاذبية مثلاً سيجدها ساذجة وبدائية، كذلك بدايات الفكر الاسلامي بسيطة تحتاج الى تنقيح ونظر.
وأشار الدويك الى أن خريج الأزهر يجد نفسه أمام خيارين، إما الإيمان بهذه الخرافات وخلق عقلية اسطورية، أو رفضها فيظهر أنه مشكوك في إيمانه، ومحمد نصر "ميزو" من الشق الثاني، ولكنه خرج عنه "بشطحات" وليس بنقد موضوعي.
وانتقد الدويك عدم النضج الفكري والثقافي الذي يعيشه المجتمع المصري واستشعاره التهديد لمجرد أقوال مثل هذه.
ويضيف الدويك "حقيقة مصر أنه ليس لديها نضج ثقافي ومجتمعي يستطيع التعامل مع هذا "الشطحان" الفكري". وأرجع الدويك السبب في ذلك إلى أن ثقافتنا سمعية وبسيطة.
وأضاف الدويك "الشيخ ميزو واسلام بحيري وغيرهم ممن لديهم بعض الطروحات والموضوعات، يقدمون أنفسهم أكثر مما يقدمون الفكرة بحثاً عن الشخصنة والذاتية... كان نفسهم يطلعوا موديل بس معرفوش ومش كلهم أحمد عز اللي قابل إيناس الدغيدي فاشتهر، هو نفسه ينزل الشارع الناس تسلم عليه".
وأبدى الدويك تعاطفه مع "ميزو" لأسباب منها، أن ميزو يعلق على حديث لم يرد في القرآن، والعقائد كما قال الفقهاء لا يتم اثباتها إلا بالقطعيات، أي الموجودة في القرآن، أما السنة فهي ظنية ولا يصح أخذ العقائد من السنة، الأمر الآخر أن الأزهر لا يتبنى أي تجديد سواء قام به أولاده أو غيرهم، ولذا نجد أمثال "ميزو" يفعلون ما نراه.
ويقول الدويك "طبيعي جدا" أن يرى ميزو نفسه الأعلم والأفضل ولم ينل حظه كاملاً من الشهرة وقيادة التيار التنويري على الرغم من رؤيته لدعاة شباب أمثال شريف شحاته ومصطفى حسني يرتدون "تي شيرت" بـ 1000 جنيه، ويظهرون على الفضائيات ليل نهار، هذه مبرراته لنفسه وليس بالضرورة صحتها.
مضطرب نفسياً
عقب جمال فرويز مستشار الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، على ادعاء نصر للمهدية بقوله، إن فترة تغيير الفصول تشهد ازدهاراً لمرض يسمى "ضلالات العظمة"، "أمس جالست أربعة منهم جميعهم يرون أنفسهم المهدي المنتظر، وكل منهم يرى غيره مجنون وهو العاقل الوحيد".
ويسترسل فرويز، المصابون بهذا المرض يعانون من أرق، وتحدث لهم هلاوس بصرية وسمعية فيرون ويسمعون على غير الحقيقة من يخبرهم أنهم أنبياء أو أنهم المهدي المنتظر.
وأشار فرويز إلى أن بعض من يدعون ذلك يفعلونها بغرض إحداث بلبلة وفق خطة ممنهجة، ولابد من إخضاع الفاعل للفحص الطبي لتحديد ذلك.
وأضاف فرويز، الشيخ "ميزو" يعاني من أضطراب نفسي بشكل عام ولتحديد نوعه لابد من فحصه.