أحدث الأخبار
أخبار ضحايا الكاتدرائية لم تتوقف طوال اليوم، تبعتها دفاتر العزاء والشارات السوداء على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى الشارع بدا مقبضا، بعد أحداث الأمس، لكن هذه المشاعر تتحول فجأة مع عبور بوابات مقر الجريك كامبس بوسط البلد.
مسرح كبير، ومزيج من الألوان الصفراء والخضراء تغطي المكان، وسباق بين أفضل الابتكارات وتطبيقات المحمول الجديدة التي تسهل حياة البشر، في قمة رواد الأعمال في مصر "رايز أب".
"لو سمحتم نقف دقيقة حداد على أرواح الضحايا".. وبعد الدقيقة "أكملوا عملكم.. ما تفعلونه هو الذي سيقضي على الإرهاب"، يقول عبد الحميد شرارة، مؤسس قمة رايز أب، لمئات من رواد الأعمال، الذين اصطفوا لتهنئة بعضهم بانتهاء ثلاثة أيام من عرض منتجاتهم وخدماتهم على المهتمين بهذا النشاط، في قمة رايز أب السنوية.
على مواقع التواصل الاجتماعي كان عدد من النشطاء يدعون إلى سرعة التبرع بالدم لإنقاذ الضحايا، في نفس الوقت كان شاب يقف على المسرح الكبير يشرح كيف يمكن لتطبيقه الجديد "لحظة" تسهيل عملية نقل الدم في مصر، عبر إعداد قاعدة بيانات جيدة لبنوك الدم، وربط المواطنين بها.
في جواره يقف بعض الشباب حول "كشك دعائي" لشركة نقل للركاب، قدمت لزبائنها أمس خدمة الوصول لمستشفى الدمرداش مجانا، للتبرع بالدم.
الأمر يشبه ما كان يحدث في المنطقة الخضراء في العراق في السنوات الأولى من الغزو الأمريكي.
في 2007، كان بان جي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، يزور بغداد، وأثناء المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء العراقي انتفض الأمين العام بسبب دوي انفجار هز المنطقة الخضراء، الغريب أن الضيف هو الشخص الوحيد الذي اهتز، لم يقف أحد من الحضور، معدات التصوير لم تغير الكادر، رئيس الوزراء العراقي لم يفقد ابتسامته، كلهم كانوا اعتادوا على الحياة في المنطقة الخضراء، رغم التفجيرات اليومية التي تضرب بغداد.
هذه القمة السنوية تحولت إلى "منطقة خضراء" اقتصادية أيضا، فعلى مدار ثلاثة أيام، كان الحديث دائما عن مزايا قرارات التقشف الحكومية ما بين هؤلاء المحبين للأزمات الاقتصادية، وهو حال مشروعات رواد الأعمال ونقطة الاختلاف الأساسية في تجاوبهم مع الأزمات عن المشروعات التقليدية منذ بدأ نشاطهم في التوسع خلال السنوات الماضية.
في 2011، شهد عدد من القطاعات الاقتصادية أزمات كبيرة، مما تسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي، وزيادة معدلات البطالة، وفي هذا الوقت اتجه أمير شريف لتأسيس "وَظَف"، الذي أصبح فيما بعد أهم موقع لتشغيل المصريين.
ومع هجرة عدد كبير من السوريين إلى مصر، أطلق وليد عبد الرحمن، التطبيق الإلكتروني MUMM الذي يربط ربات المنازل السوريات والمصريات أيضا بسوق العمل عبر توصيل وجباتهن الساخنة للموظفين.
ومع ارتفاع أسعار الكتب والطباعة، ظهر "عم أمين" الموقع والتطبيق، الذي يساعد هواة القراءة على إيجاد الكتب التي يبحثون عنها، وبأقل سعر ممكن، وبخدمة توصيل 7 جنيهات فقط.
كما نمت أرباح منصة الإعلانات المبوبة الإلكترونية OLX فوق معدلها المعتاد في نوفمبر الماضي مع قرارات التعويم ورفع أسعار الوقود، وفقا لممتاز موسى، مدير عام الشركة بمصر، "ننمو بمعدل 150% سنويا، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، واتجاه الناس لبيع وشراء المستعمل، بالإضافة إلى أن المواطنين بدأوا يعتادون الشراء والبيع أونلاين".
وتنشر الشركة قرابة المليون إعلان شهريا عن سلع معظمها مستعمل، بداية من العقارات والسيارات، نهاية بالملابس.
ويرى أيمن اسماعيل، مؤسس جمعية نهضة المحروسة لدعم رواد الأعمال، أن الأزمة الاقتصادية الحالية هي فرصة لنمو ريادة الأعمال، "سلوك المستهلك تحول باتجاه توفير المال والجهد، وأي رائد أعمال سيتفهم هذا السلوك، ستنمو شركته ومبيعاته بشكل سريع للغاية".