أحدث الأخبار
قبل أسبوعين كانت تتوسط الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومارك زوكربرج، مبتكر الفيس بوك وأغنى ملياردير شاب في العالم، في جلسة خصصت لعرض أبرز نماذج رواد الأعمال الناجحين خلال القمة العالمية لريادة الأعمال.
عدد المشتركين في تطبيق إيفنتوس زاد 50% بعد لقاء الرئيس الأمريكي
ومن بين أكثر من 46 ألف متقدم بطلب لحضور القمة، التي أقيمت في جامعة ستانفورد بأمريكا، تم اختيار 1400 شخص للحضور، 3 منهم فقط شاركوا أوباما وزوكربرج أفكارهم ومشاريعهم أمام ممثلي 20 حكومة، وعدد كبير من رجال الأعمال الدوليين.
هؤلاء الثلاثة كانوا ماريان من بيرو، وجون بوسكو من رواندا، ومي مدحت من مصر، التي عرضت تجربتها كمُنظِمة لنحو 8000 حدث في مصر والإمارات و13 دولة أخرى منها الهند والولايات المتحدة وأسبانيا.
رائدة الأعمال مي مدحت أسست شركة إيفنتوس مصر منذ 2011، والتي أطلقت تطبيقا إلكترونيا متخصصا في تنظيم المؤتمرات والمعارض والرحلات والحفلات، يحل محل كل الأوراق التقليدية المرتبطة بالحدث، سواء أجندة أعمال أومعلومات وخلفيات أو أوراق بحثية، أوتذاكر دخول، حسب ما يتطلبه كل حدث.
وتقول مي مدحت، خلال مقابلة مع أصوات مصرية، "في كثير من المؤتمرات يتم تغيير المواعيد أو المتحدثين، ووقتها تصبح الأوراق بلا قيمة، ولكن التطبيق يتم تحديثه بسهولة، ويتم إبلاغ الحضور بهذا التغيير".
وتضيف أن إيفنتوس يساعد رعاة ومنظمي المؤتمرات على معرفة مدى نجاحها ومدى جدوى الإنفاق عليها، حيث "يقيس التطبيق عدد الحضور، ويتعرف على ردود أفعالهم، وما الشيء المميز أو المتحدث المميز أو الأمر الذي لاقى إعجاب الحضور، وهذا عبر تفاعل الحضور على التطبيق".
وتتنوع الأحداث التي يدعمها إيفنتوس من حيث الحجم، "نحن ننظم ورش عمل لنحو 15 فرد، كما ننظم حدث بحجم "قومي يا مصر"rise up Egypt summit، والذي حضره حوالي 5000 فرد. وقمنا بتنظيم حدث تمهيدي في دبي تابع لإكسبو 2020، حيث يتم تنظيم من 4 إلى 5 أحداث سنوية تحضيرا لهذا المعرض الهام، هذا بالإضافة إلى مؤتمرات مع مؤسسات مثل عرب نت في لبنان والسعودية ودبي"، كما تقول مي مدحت.
ويتم تحميل التطبيق من البلاي ستور الموجود في الهواتف الذكية، ثم يقوم الشخص أو الجهة التي تريد تنظيم مؤتمر أو حدث بالتواصل من خلاله مع العاملين في إيفنتوس لتزويدهم بالبيانات حول الحدث المراد تنظيمه، والخدمات المطلوبة.
ويسدد المنظم للحدث التكلفة حسب نوع الخدمة المطلوبة، ويزود التطبيق بالبيانات الخاصة بالموعد والمكان، والمتحدثين، وغيرها.
وتكون خدمات التطبيق مجانية للجمهور في الأحداث أو المؤتمرات التي لا تتطلب اشتراكا، أو يدفعون من خلاله قيمة التذكرة إن وجدت، وستصلهم عبره أجندة المؤتمر، والأوراق البحثية او المعلومات الأساسية، ورسائل تنبيه في حالة تغيير أي من التفاصيل.
تتراوح الاشتراكات المنتظمة في تطبيق إيفنتوس بين 600 دولار إلى 1400 دولار
ويتوفر الدخل الرئيسي للشركة عبر منظمي المؤتمرات، فالنسخ المدفوعة من التطبيق تتدرج، وتتراوح الاشتراكات المنتظمة بين 600 دولار إلى 1400 دولار، "هناك تسعيرة أخرى خاصة بالأحداث الكبرى" كما تقول مي مدحت.
ووفقا لرائدة الأعمال، فإن 9 من كل 10 من الحضور في مؤتمرات يدعمها إيفنتوس يقومون باستخدام التطبيق "هذه نسبة انتشار كبيرة، فهذا هو جمهورنا، وهذا الرقم أضعاف أضعاف ما يصل إليه منافسونا".
وأشارت مي مدحت وهي تبتسم إلى حدوث طفرة في عدد المشتركين في التطبيق منذ لقائها بأوباما.
وقالت "لدينا 20 تطبيقا على الهواتف تابعة لتطبيق إيفنتوس الرئيسي.. وزاد عدد مستخدمي إيفنتوس الرئيسي وأحد تطبيقاته التابعة بنحو 50% خلال الأربعة أيام الماضية".
وبحسب رائدة الأعمال، فإن شركتها تحولت للربحية لأول مرة في العام الماضي، متوقعة الاستمرار في "جني الأرباح وزيادة عدد العملاء بعد لقاء أوباما، الذي صاحبه تغطية إعلامية موسعة".
وبحسب مي، فإنه "لم يكن أحد يعلم أن أوباما أو مارك زوكربرج سيحضران القمة.. هذا الترتيب تم في اللحظة الأخيرة".
الحكومة لا تدعم
تقول مي مدحت، التي أنفقت على مشروعها من أموالها الخاصة، إن "عدم وجود دعم كاف من الحكومة أو غيرها" أحد المصاعب التي تواجه رواد الأعمال في مصر.
وترى أن هناك "تقصيرا من الإعلام في التعريف بمبادرات رواد الأعمال، ما يزيد الفجوة بين رواد الأعمال وكبار المستثمرين الذين يمكن أن يمولوا تلك المبادرات".
كما أن عدم ترويج الإعلام لتلك المبادرات يزيد أيضا الفجوة بين "رواد الإعلام والفئة المستهدفة من الخدمات التي يقدمونها"، كما تضيف مي.
وتقول رائدة الأعمال إن "كبار المستثمرين لا يثقون في جدية رواد الأعمال في مصر، على عكس الوضع في دول أخرى مثل الولايات المتحدة التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على رواد الأعمال والمبادرات الفردية".
كبار المستثمرين لا يثقون في جدية رواد الأعمال في مصر على عكس الدول الأخرى
وأضافت "على سبيل المثال فإن قمة ريادة الأعمال الدولية التي التقيت فيها بأوباما وزوكربرج، هي قمة تابعة لحكومة الولايات المتحدة يحضرها رجال أعمال وممثلون عن 20 حكومة، جاءوا للاستماع إلى رواد الأعمال".
وترى أنه على الحكومة وصناع القرار في مصر أن يعرفوا أن توفير التمويل من القطاع البنكي وغيره هو أولوية لرواد الأعمال بالإضافة إلى ضرورة تسهيل الإجراءات فيما يتعلق بتأسيس الأعمال وخاصة تلك المرتبطة بالإنترنت.
وهناك حاجة أيضا إلى دعم البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بسرعة الإنترنت واستمرارية إتاحته من الأساس، "ممكن نصحى الصبح نلاقي حد سرق خط التليفون ونقعد نرجعه فترة، أو ننقل لكافيه، وهذا حل غير علمي ويعطل عملنا".
الفرق بين دبي والقاهرة
تملك إيفنتوس فرعين في دبي والقاهرة، وتقول مي مدحت عن الفارق بينهما إن "الموضوع واضح في دبي، يتم التسجيل في استمارة معينة بغرض تأسيس شركة، ويكون الوقت المطلوب للانتظار معروفا، يتراوح بين أسبوع وأسبوعين، أمام في مصر فإن الموضوع مُبهم، ربما يتم التسجيل في أسبوعين أيضا لكن لا توجد إرشادات بنفس درجة الوضوح كما في دبي".
أما بالنسبة لفارق الطلب على خدمات الشركة بين البلدين، فتقول مي مدحت إن الطلب أعلى في دبي، "فسياحة المؤتمرات جزء أساسي من الاقتصاد هناك والحكومة تشجعها بشدة، وكثير من الناس تسافر إلى دبي بغرض حضور مؤتمرات".
وتخطط إدارة إيفنتوس للتوسع خارج مصر والإمارات، "لدينا أحداث في كثير من الدول، ونستهدف أن يصل التطبيق لأكبر عدد ممكن في العالم، وهذا مرتبط بطبيعة تطبيقنا الذي يسهل انتشاره في كل الدول على عكس كثير من التطبيقات ذات الطابع المحلي. ونريد أيضا جذب استثمارات أجنبية للتطبيق، وإظهار قدرة المواهب المصرية على النجاح عالميا، وهذا أمر أصعب، ولكننا ككثير من التطبيقات المصرية القادرة على المنافسة في الخارج، وفي النهاية سيبقى السوق المصري أساسي بالنسبة للشركة".
وأشارت مؤسسة الشركة إلى أنها تخطط لتأسيس مكتب في أوروبا خلال عامين.
وتفتخر مي مدحت بتعليمها الحكومي وتخرجها من كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وتقول "لم أكن لأصل إلى ربع ما وصلت إليه دون تعليمي، واستفدت للغاية بالطبع، ولكن هذا لا يمنع أن تعليم طلبة الهندسة مادة مرتبطة بريادة الأعمال أمر هام حتى يستطيعوا إدارة الشركات".