أحدث الأخبار
والدة محمود: ابني طالع الرابع على المحافظة في الثانوية وكل أهل القرية بيشهدوا له بالأخلاق
في قرية صغيرة هادئة بمركز "سنورس" بالفيوم، كان يعيش وسط أسرة متوسطة الحال، شاب متفوق دراسيا لدرجة أنه كان الرابع على المحافظة في الثانوية العامة، لكن ما أن تخطى العشرين من عمره حتى قرر محمود شفيق محمد مصطفى أن يتخذ من الفكر الجهادي عقيدة له، الأمر الذي وصل إلى حد اتهامه بتفجير نفسه داخل الكنيسة البطرسية ليقتل مواطنين أبرياء وهم يتلون صلواتهم ويدعون لله.
وقتل 25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في انفجار وقع بقاعة الصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بحي العباسية أثناء صلاة قداس الأحد.
المشهد بقرية "منشاة عطيفي" كان هادئا للغاية.. الحذر يخيم على المكان وتحديدا داخل منزل محمود شفيق، المتهم بتنفيذ عملية الهجوم الانتحاري على الكنيسة البطرسية.
وكشفت التحقيقات الأولية لنيابة أمن الدولة العليا، برئاسة خالد ضياء، المحامى العام الأول، أن المتهم محمود شفيق، 22 سنة، سبق أن ألقى القبض عليه بتاريخ 15 مارس 2014 بمحافظة الفيوم، مع آخر يدعى على محمود عبد المولى 20 سنة، طالب، ومقيم بمنشأة عطيفي بمركز سنورس، وبحوزته قنبلة يدوية أثناء اشتراكه في مسيرة للإخوان المسلمين.
وأضافت التحقيقات أنه كان متهما في القضية المقيدة برقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم، بتهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون (الإخوان)، وحيازة أسلحة وذخيرة، حيث ألقى القبض عليه ومعه سلاح آلي، وقنبلة يدوية.
وأشارت التحقيقات إلى أنه قام بعد إخلاء سبيله وآخرين من القضية سالفة البيان، بالانضمام إلى تنظيم أنصار بيت المقدس المعروف "بداعش مصر"، وتبني الفكر الجهادي والتكفيري.
آخر رسالة على فيس بوك
كما كشفت التحقيقات أن منفذ التفجير كان لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم"أبو دجانة" وهو الاسم الحركي له داخل الجماعة وكان آخر ما كتبه على صفحته هو "إن من أفضل ما تعلمته في طريق الجهاد أن الشهادة هي شرف عظيم لا يناله إلا الصادقون المخلصون".
وأكدت المحامية ياسمين حسام الدين، عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك" أنها كانت المُوكَّلة بالدفاع عن المتهم محمود شفيق في قضية ضبطه بمظاهرة لتنظيم الإخوان، وأنها حضرت التحقيقات في النيابة مع المتهم وصديقه في الواقعة رقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم، وتم حبسهما احتياطيًا لمدة عام، وتم استبعادهما من الاتهام بإحراز السلاح والذخيرة بسبب عدم وجود إطلاق ناري أو أي مصابين، وتم إخلاء سبيلهما من دائرة جنايات الفيوم. بندر الفيوم برئاسة المستشار عاطف رزق.
وداخل منزل متوسط الحال مكون من طابقين كان يعيش فيه محمود شفيق، طالب بالفرقة الثانية بكلية العلوم مع والده المتوفي والذي كان متطوعا في الجيش وتم فصله، وكذلك يعيش بالمنزل والدته وأخوته الخمسة، الأخ الأكبر محمد خريج معهد سياحة وفنادق، ويعمل "سائق توك توك"، علما بأن محمود ترتيبه الثاني وسط أخوته، وبعده إسلام محبوس في قضية تظاهر، ولديه 3 شقيقات أكبرهن شيماء متزوجة، ونرمين، ودعاء في مراحل التعليم المختلفة.
وأكد عدد من أهالي القرية، أن محمود غائب عن القرية منذ ما يقرب من 9 شهور، هربا من الحكم الذي صدر بحقه، وتباينت الأقوال حوله فبينما أكد البعض سفره إلى السودان قال البعض الآخر إنه كان في مصر.
تكذيب رواية الشرطة
وقالت سماح أحمد "والدة محمود"، إنها لم تتأكد حتى الآن من كون ابنها هو المتسبب في تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، وكذبت رواية الشرطة ونفت أن يكون ابنها له علاقة بذلك الحادث الارهابي.
وأضافت "ابني معرفش عنه حاجة من أكثر من سنة، وأخوه هو من يتولى الإنفاق على المنزل، والذي أنهي خدمته العسكرية منذ خمسة شهور، ويعمل سائق توك توك وله أخ آخر ترك الأسرة منذ سنوات".
وتابعت "أنا مشفتش محمود الله يرحمه من شهر 12 اللي فات، وبقالي سنة معرفش عنه حاجة، وامبارح الشرطة قبضت على اخوه الكبير محمد للتحقيق معه ".
ابني بريء
وأشارت والدة محمود إلى أن الشرطة ألقت القبض على ابنها في 2014، وكان وقتها طالبا بالثانوية العامة، لكن بعد 55 يوما من حبسه حصل على إخلاء سبيل، وبعدها تم الحكم عليه بسنتين، ولكنه هرب خوفا من القبض عليه.
وتابعت "ابني كان متفوق دراسيا، وطالع الرابع على محافظة الفيوم في الثانوية، وكل أهل القرية كانوا بيشهدوا له بالأخلاق والاحترام".
وأضافت شقيقة المتهم، نرمين، (16 عاما)، "شقيقي مستحيل أن يفعل هذا الحادث الإرهابي، ويقتل الأبرياء"، متسائلة "كيف يتم قبوله في الجيش إذا كان إرهابيا".