أحدث الأخبار
لعام ونصف العام، حرمت أم أحمد العاملة بمدرسة أنس بن مالك بالقليوبية، من راتبها الشهري الذي لا يتجاوز 129 جنيهاً، لأزمة أجور تعانيها مديرية التربية والتعليم.
مشكلة أم أحمد يعانيها آلاف من العمال الذين لا يتوفر حصر بعددهم لدى مديرية التربية والتعليم أو إدارتها التعليمية، بسبب عقودهم المؤقتة والمبرمة مع المدارس، حسب مصادر بالمحافظة.
مراراً أدت الأزمة إلى تجمهر العمال بالمديرية، للمطالبة بتدخل وزير التعليم ومحافظ القليوبية لصرف رواتبهم، كان آخرها في أبريل الماضي دون جدوى.
فيما تاهت مسؤولية تلك العمالة بين جهات ثلاث هي التربية والتعليم والتي نفت في تصريح"لأصوات مصرية" مسؤوليتها، وبين الإدارة التعليمية ببنها، وبين محافظة القليوبية.
ووفقاً لجريدة "الوطن" رفض رضا فرحات -محافظ القليوبية السابق وقت أن كان مسؤولاً- صرف المبلغ من صندوق الخدمات لعدم وجود رصيد كاف به، كما أن المديونية المطلوب سدادها تبلغ نحو 4 ملايين جنيه.
وكشفت مذكرة أعدتها إدارة بنها التعليمية، برئاسة السيد عز العرب، أبريل الماضي، عن وجود مخالفات جسيمة في صرف أجور ومرتبات العمال ببعض مدارس الإدارة، خصما من حساب الأنشطة المخصصة بحكم القانون.
مؤخراً جدد عمال المدارس مطالبهم بصرف رواتبهم كاملة وتعينهم بعقود دائمة، من خلال شكوى حصلت عليها "أصوات مصرية" مقدمة إلى إدارة بنها التعليمية.
القصة كاملة
يروي حسن إسماعيل مدير مدرسة أنس بن مالك بالقليوبية، قصة عمال مدرسته بقوله "إن محافظة القليوبية كانت توفر مرتبات العمال، والتي لا تزيد عن 129 جنيهاً، ونظراً لأن المبلغ هزيل، تحاول المدرسة شهرياً دفع مرتبات إضافية لكل عامل تصل إلى قرابة مائة جنيه من ميزانية مجلس الآباء. ويستمر العمال في العمل على أمل تثبيت وزارة التربية والتعليم لهم".
ويضيف إسماعيل "تعمل المدرسة فترتين؛ صباحية ومسائية، ويلزمها لذلك ما يزيد عن عشرة عمال، وتحتاج إلى تنظيفها مرتين يومياً ولذا تعاقدنا مع عمالة تصرف رواتبهم، من خلال صندوق يشارك فيه الزملاء، فيدفع كل زميل أو زميلة من خمسة إلى عشرة جنيهات شهرياً".
وقال إسماعيل، إن العمال قدموا شكوى لإدارة بنها التعليمية، حيث أن بعضهم يعمل بعقود مؤقتة بمرتب 129 جنيهاً، ولم تصرف لهم مرتبات منذ يونيه 2015، ونوع آخر متعاقد بعقد مميز راتبه 850 جنيها، إلا أن المحافظة توقفت عن صرف رواتبهم، وألقت بالمسؤولية على وزارة التربية والتعليم، وبدورها نفت الأخيرة مسؤوليتها رغم أن هناك آلافاً من العمال بعقود لا تصرف لهم رواتب.
ويتساءل إسماعيل، كيف يعمل موظف بمرتب هزيل وهو مريض بأنيميا خبيثة، يرهقه العمل من كنس وتنظيف وجمع أوراق وخدمة الجميع في الفترتين الصباحية والمسائية، وهي أمور تحتاج إلى مجهود بدني كبير؟.
ولأزمة صرف المرتبات أضرار جانبية تقع على آخرين، يتحدث عنها إسماعيل قائلاً، إن الإدارة التعليمية ترفض تجديد عقود 5 موظفين بسبب مشكلة بين محافظة القليوبية والإدارة التعليمية.
رزمة ورق ولا شيء يتحقق
يقول طارق محمود مندوب مدرسة أنس بن مالك للإدارة التعليمية ببنها، "إن أزمة صرف المرتبات أخذت منا مجهودات كبيرة، خضناها مع جهات عدة، منها وزارة التربية والتعليم، وإدارة بنها التعليمية، ومحافظة القليوبية".
وأضاف "أسبوعياً أحمل رزمة من الأوراق تخص العمال، وأذهب بها إلى الجهات الثلاث على أمل صرف مرتباتهم أو تجديد عقود بعضهم دون نتيجة تُذكر، رغم أنهم من المفترض تثبيتهم ووضعهم على الميزانية العامة للدولة منذ عامين، كذلك قمنا بعمل وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم، وإدارة بنها التعليمية في أبريل الماضي دون جدوى، كيف يمكننا أخذ حقوقنا في بلادنا؟". وطالب محمود بضرورة صرف رواتب العمال، وتعيين أصحاب العقود منهم.
زاوية أخرى
للأزمة زاوية أخرى تعرضها أم أحمد إحدى العاملات المتضررات إذ تقول، إن تلك الأزمة أتت في وقت ارتفعت فيه أسعار كل شيء أضعاف أسعارها القديمة، حيث كنت في السابق استطيع توفير كفاف العيش لأولادي الثلاث، واليوم من المستحيل فعل ذلك في ظل تلك الظروف، فأنا أعمل بلا أجر تقريباً، حتى ما اتقاضاه من 129 جنيهاً التي كانت تصرفهم لنا المحافظة منعوا عنا.
وتستمر أم أحمد في سرد معانتها فتضيف "زوجي ملازم للبيت منذ 3 سنوات بسبب مرضه، ومن يومها وأتكفل بالإنفاق على الأسرة كاملة، ومنذ أشهر أخبرونا أن المحافظة ستصرف لنا مرتبات ما يزيد عن عام، وانتظرنا ولكن بلا فائدة".
وتضيف أم أحمد، ألجأ إلى مساعدة المدرسات وشراء ما يلزمهن من أمور المنزل بينما أقصر في حق أولادي وزوجي، حيث أذهب للمدرسة منذ السادسة صباحاً وأظل هناك إلى الفترة المسائية. وأناشد الرئيس السيسي بالنظر في أمرنا وحل مشاكلنا حتى لا نقتل جوعاً.
مسؤولية مهدرة
من جانبه قال بشير حسن مستشار وزارة التربية والتعليم إن عمال المدارس يتبعون المحافظات، ولا تقع مسؤوليتهم على وزارة التربية والتعليم.
في الوقت ذاته نفت منال عوض نائب محافظ الجيزة، وقوع مسؤولية صرف رواتب عمال المدارس على المحافظة، مؤكدة على أنها تقع على مديريات التربية والتعليم التابعة للوزارة.