أحدث الأخبار
يبدو أن الحملة التي أطلقها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل تمرير سياساته الاقتصادية الأخيرة، لاقت قبولا من شعب أظهر مرونته.
وقالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في تقرير نشر بموقعها الإلكتروني الثلاثاء، أن الرسائل الإعلامية الموجهة للمصريين انتشرت في الأونة الأخيرة بلغة مألوفة لكن بمصطلحات فخمة، وبشعار "يا مصر.. بالإصلاح الجريء نقصر الطريق"، انطلقت حملة ترويجية لـ"الإصلاحات الاقتصادية" موجهة للشعب المصري.
تشير الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان "إصلاحات اقتصادية ممررة باسم الوطنية"، إلى انتشار لوحات إعلانية ضخمة تحمل هذا الشعار في شوارع البلاد، كما ظهرت إعلانات على شاشات التلفزيون حملت صيغا أخرى مثل "كرامتنا حتى لو نضحى بلقمتنا"، و"إرادتنا أقوى من أزمتنا"، و"المصري جبار يكسر أي حصار".
تضيف الصحيفة أن هذه الحملة، الممولة من رجال أعمال مصريين، تستهدف دعم جهود الحكومة المصرية من أجل تمرير الجرعات المرة للإجراءات الاقتصادية التي تم فرضها مؤخرا، قائلة إن اللعب على وتر الوطنية من أجل حشد المصريين وطلب التضحية منهم ليس تصرفا جديدا يفرضه الواقع الاقتصادي الطارئ في البلاد، فحشد الشعب باسم مصلحة الوطن هو أحد ركائز إدارة السيسي الحالية.
وتشير الصحيفة أنه منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم في 2013، فإن الرئيس المصري قد ألزم نفسه بتفيذ طموحات كبرى للبلاد، وهذا المنطق قاده إلى إطلاق مشروعات تنموية عظمى، بدأت بتدشين مسار ثان لمضاعفة قدرة قناة السويس، التي افتتحها وسط ضجة كبيرة في أغسطس 2015، وتكلفت 8 مليارات دولار.
أما عن عدم تحقق الزيادة الموعودة في العائدات جراء هذا المشروع، فتم تبريره بتباطؤ التجارة العالمية، التي لم تسجل بالفعل أي ارتفاع ملحوظ.
بعد مشروع قناة السويس بفترة قصيرة، اطلق السيسي مشروعا ضخما آخر، وهو بناء عاصمة إدارية جديدة على غرار برازيليا البرازيلية، وتقع العاصمة الجديدة على بعد 50 كم من وسط القاهرة، ومن المفترض أن تضم 5 ملايين ساكن لحل أزمة الاختناق الذي تعاني منه القاهرة، التي تعتبر اكثر عواصم العالم تلوثا.
ويعلق نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الأسبق زياد بهاء الدين، في مقال نشر في صحيفة الشروق المصرية، قائلا إن هذه المشروعات الوطنية العملاقة ساهمت بشكل كبير في الأزمة الاقتصادية الحالية جراء الفجوة التي خلقتها في خزينة الدولة. ويضيف "الغريب أن هناك من يقيسون مدى نجاح القرارات الأخيرة بمعيار واحد هو أن الشعب قبلها ولم يثر عليها".
وتشير الصحيفة إلى أن المرونة الحتمية التي يبديها المصريون تجاه تفاقم الأزمة الاقتصادية الحالية والتدهور المستمر لمستوى معيشتهم يمنح الحكومة القوة في كل اختياراتها واخطائها، مشيرة إلى فشل الدعوة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية يوم 11 /11 .
وتختتم الصحيفة تقريرها قائلة إنه حتى الجوع لا يقود في الوقت الحالي إلى أعمال الشغب التي كانت تقلق الكثيرين، فيما لاقت الدعوة بالتضحية أذانا صاغية من قبل الشعب.