أحدث الأخبار
الرهافة والرقة .. المرح والأناقة .. الكفاح وعزة النفس، أهم ما ميز شخصية سامية جمال وجذب الكاتبة ناهد صلاح ودفعها للبحث في تفاصيل حياتها وإصدار كتاب "الفراشة" عن قصة حياتها.
ويصدر الكتاب عن دار مصر العربية للنشر والتوزيع، كما يشارك في فعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر انطلاقه في 27 يناير الجاري.
واستغرق إعداد الكتاب حوالي عاما كاملا، بحثت خلاله الكاتبة في الوثائق الأرشيفية لجمع أدق المعلومات عن سامية جمال ودائرة معارفها وأزواجها.
وتقول ناهد صلاح في حوارها مع أصوات مصرية، "شخصية سامية درامية وإنسانية قدرت تلفت نظري ككاتبة وناقدة سينمائية، طفلة معذبة فقيرة من قاع المجتمع بتبقى نجمة شهيرة".
وتوضح أن أول المشاهد الدرامية في حياة الراقصة التي أحبها الملايين بدأت في مرحلة الطفولة عندما انتقلت من الصعيد مع أسرتها إلى حارة في شارع الأزهر، ثم هربت سامية وعمرها 13 عاما من منزل أسرتها لسوء معاملة زوجة الأب لها ولجأت إلى منزل شقيقتها لتعاني من سوء معاملتها هي الأخرى لها، فتقرر أن تهرب مجددا وتتجه هذه المرة إلى أول سلم الفن بكازينو بديعة مصابني.
وكانت سامية جمال والتي ولدت في بني سويف، إحدى تلميذات بديعة مصابني، الملقبة بعميدة الرقص الشرقي وصاحبة "كازينو بديعة".
خفة الفراشة
وحسمت ناهد صلاح عنوان كتابها منذ البداية، فتروي الكاتبة أنها اكتشفت امتلاك سامية جمال لخفة الفراشة حيث الرهافة والرقة والرقص الساحر، فرأت أن "الفراشة" هو أفضل وصف للراقصة الراحلة.
واعتمدت الكاتبة على أرشيف المركز الكاثوليكي للسينما المصرية لجمع معلومات عن سامية جمال وبديعة مصابني وفريد الأطرش، حبها الأول، وزوجها رشدي أباظة.
وعلى الرغم من وصول مؤلفة الكتاب إلى عدة وثائق إلا أن إيجاد المعلومة السليمة لم يكن أمرا سهلا، فتقول ناهد صلاح "أرشيفنا فيه مشاكل في التواريخ"، موضحة أنها بحثت كثيرا لتتأكد من تاريخ ميلاد سامية جمال الذي اختلفت فيه الأقاويل.
الأطرش وأباظة
وركزت ناهد صلاح في كتابها على الفصل الذي تناول قصة الحب التي جمعت بين سامية جمال وفريد الأطرش، واصفة إياها بأنها أجمل التفاصيل في حياة سامية جمال.
وعلى حد قول ناهد صلاح، عشقت سامية فريد الأطرش وهي في الثالثة عشر من عمرها دون أن تراه، "أحبته من أغنياته التي كانت تستمع إليها في الراديو، فكانت تنصت إليها في حب وشغف وظلت تحبه دون أن تراه إلى أن التقت به في كازينو بديعة مصابني".
وقدم فريد الأطرش وسامية جمال ستة أفلام منها عفريتة هانم وحبيب العمر وآخر كدبة.
لم تنته تلك القصة بالزواج، فالشائع أن الأطرش رفض الزواج من سامية لأنه ينتمي إلى عائلة أمراء بينما هي فتاة بسيطة.
وفي الخمسينيات، تزوجت سامية جمال من رشدي أباظة لمدة 17 عاما، وتروي ناهد صلاح أنها تتعجب من تحمل سامية طيلة هذه الفترة لعلاقات رشدي أباظة النسائية المتعددة واصفة إياها "بالحمولة".
عودة إلى الرقص
من بين صفات سامية جمال التي أثرت في كاتبة "الفراشة" هي عزة نفسها وسخائها، فتقول "سامية كانت ممكن تدي آخر قرش في أيديها للناس، كانت كريمة وبتحس بالناس وده بشهادة كل من عاصرها".
وتضيف أنه عندما بلغت سامية جمال عامها الستين، كانت في حاجة إلى المال ولم تقبل دعوة الأمراء لها للإقامة مدى الحياة بالفنادق الفارهة، بل رجعت إلى ساحة الرقص مرة أخرى حتى جمعت المال لتسدد ديونها واشترت مدفنا لها ثم اعتزلت الرقص مرة أخرى.
وتوفيت سامية جمال في 1 ديسمبر 1994 بعد غيبوبة دامت ستة أيام في مستشفى مصر الدولي بالقاهرة، لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن.