أحدث الأخبار
بوجه باسم وعينين يملؤهما التحدي والإصرار وقفت نينا شوقي مصممة أزياء في أحد المعارض تشرح لزبائنها الاختلاف بين منسوجاتها القطنية وأخرى من الألياف الصناعية.
ورغم أن اتجاه نينا لإنتاج منسوجات قطنية صحية جاء بسبب إصابة طفلها بحساسية الألياف الصناعية، إلا أنها لا تخفي سعادتها بما وصل إليه حلمها الذي قادتها إليه الصدفة قبل تسع سنوات.
منذ سنوات تسع، كانت نينا شوقي تبدأ رحلتها كمصممة أزياء مصرية تهوى الأعمال اليدوية، لكنها كانت تعاني من مشكلات تنظيمية دفعتها إلى إيقاف مشروعها الخاص.
تجدد حلم "نينا" بعد عامين عندما اكتشفت أن ابنها مُصاب بحساسية الألياف الصناعية، وقالت "مرض ابني كان السبب في بداية مشروعي بتصميم المنسوجات المنزلية القطنية، بعد فشلي في إيجاد منتجات قطنية 100% وبدأت في تصنيعها بنفسي".
التسويق عبر الإنترنت
وتقول نينا، لأصوات مصرية، "في البداية صنعت 10 ملايات خلال 3 شهور، وكان ده كل رأس مالي، وكنت من أوائل الناس اللي بدأوا التسويق عبر الإنترنت وبعد كده نزلت معارض وبعت للبازارات".
وتضيف "الأيام علمتني ازاي أواجه أي أزمة وده اللي حصل بعد 25 يناير حاولت أقلل من تأثير الأزمة من خلال تكثيف الدعاية والتسويق على الإنترنت، وعرضت خدمة التوصيل للمنازل، وبمساعدة زوجي جمعنا بعض عمال الدليفري في المطاعم ممن تم تسريحهم بعد الثورة، وأصبحنا فريق وعملنا وقتها شغل كويس جدًا".
تجلس نينا الآن ويتوافد على كشكها في المعرض سيدات من مختلف الطبقات الاجتماعية، جذبتهن ألوان مفروشاتها المبهجة، وتصميماتها المختلقة، التي تحمل بين طياتها قصص العديد من الفتيات والورش التي كانت معطلة، قبل أن تذهب نينا لتبحث عنهن لتشغيلهن، وتقول "كنت دائمًا أبحث عن الورش المعطلة لتشغيلها، رغم أن الكثيرين نصحوني بشراء ورشة، لكني كنت اتطلع لمشروع يساعد الجميع، لسنا بحاجة لورشة جديدة".
تصل نسبة النساء العاملات في مشروعها 90%.
عاملات الأقاليم
وفضلت نينا شوقي عاملات الأقاليم، لأن فرص عملهن قليلة، موضحة أنهن الأكثر التزامًا بالعمل، والأكثر احتياجًا له ويتحملن العديد من المسؤوليات.
واجهت نينا مشكلات عديدة على رأسها الموازنة بين منزلها ورعاية ابنها الوحيد وبين عملها، قائلة "مستحيل ان الست تقدر تشتغل وتربي أولادها وترعى بيتها خصوصا في مصر لأنها بتتحمل عبء الخلفة وتربية الأولاد والقوانين مش بتقف في صف الأم العاملة".
وخلال رحلتها، تلقت نينا العديد من المساعدات في تدريب وتطوير مستوى العاملات معها، فتقول "مركز تحديث الصناعات اليدوية ساعدنا على تنمية مهارات العاملات، كما تلقينا تدريبات خاصة بالصناعات اليدوية بمساعدتنا في التدريب وتسويق المنتجات".
وأضافت "في البداية كنا بنسوق من خلال الإنترنت، والآن نورد للمحلات، ونصدر بكميات صغيرة، ونشارك في العديد من المعارض الخارجية".
معايير الجودة
وتحلم نينا بتكوين "جيش صغير" من ورش صناعة المنسوجات، تتعاون مع بعضها البعض في التسويق وشراء الخامات وتلتزم بمعايير جودة واحدة، ما يقلل التكلفة على أصحاب الورش، ويزيد من مكسبهم، ويعطيهم الفرصة لمنافسة الشركات الكبيرة.
وتقول "شجعتني زيادة حملات الترويج لشراء المنتج المصري، فبعض الزبائن كانوا يسألونني أكثر من مرة للتأكد من جودة المنتج المصري".