أحدث الأخبار
"مهما حصل..خليكي مؤمنة بحلمك، متخليش حاجة توقفك" جملة كررتها مصممة الجرافيك، غادة والي، بنبرة تشع بالحماس لتنصح بها كل فتاة لديها هدف تسعى لتحقيقه، في حديثها مع أصوات مصرية عن مشوار نجاحها.
واختيرت غادة والي مؤخرا لتكون ضمن قائمة تضم أفضل 30 فنانا تحت سن الثلاثين لعام 2017، التي تصدرها مجلة فوربس العالمية.
وتقول غادة والي، 27 عاما، إنها وضعت هدفا واضحا نصب أعينها وعملت على بناء طريقها المهني منذ سنوات الجامعة الأولى، فاهتمت بصقل مهاراتها من خلال حضور المؤتمرات وورش العمل التي ترتبط بمجالها، كما عملت كمصممة جرافيك حرة لعدد من شركات الإعلانات.
وساهمت والي في تصميم وإنتاج 360 حملة إعلانية لشركات متعددة الجنسيات.
وتخرجت غادة والي من قسم تصميم الجرافيك في الجامعة الألمانية بالقاهرة وعملت بالتدريس كمدرس مساعد للجرافيك في الجامعة الأمريكية.
"التصميم ليس فنًا" جملة درّسها أساتذة غادة في الجامعة وكانت بمثابة الوقود الذي أشعل التحدي بداخلها لتثبت خطأ تلك العبارة، فهي تؤمن أن التصميم هو حتمًا فن.
وقادها هذا التحدي لتقدم على منحة للماجستير في إيطاليا بالمعهد الأوروبي للتصميمات، لتدرس وحدها في بلد جديد لا تعرفه.
وأكدت والي أنها مرت بمرارة "الغربة" وصعوبة التأقلم مع المجتمع الجديد كأي طالب مغترب، إلا أن إيمانها بهدفها وود زملائها الإيطاليين ساعدها على تخطي هذه المسألة.
ورشحها المعهد الأوروبي للتصميمات في إيطاليا IED لخوض مسابقة مجلة فوربس العالمية لأفضل 30 فنانا تحت سن الثلاثين، وقالت غادة أنها فوجئت عندما وصلها بريد الكتروني بفوزها في المسابقة التي استغرقت مراحلها ثلاثة أشهر.
وأوضحت مصممة الجرافيك أن شغلها الشاغل هو ترك إرث مميز للعالم وليس العمل من أجل الشهرة أو تحقيق المكاسب.
"الخط العربي والهوية المصرية" هما أبرز اهتمامات غادة لذا نفذت مشروع "أنماط الحروف المصرية في ملصقات الأفلام القديمة" بهدف التوثيق وتصنيف مختلف أنماط الكتابة كدليل إرشادي للمصممين والفنانين لتشكيل خطوط رقمية بناء على نكهات الإعلانات المصرية في عصر الحداثة.
كما قدمت مشروعا بعنوان "الجدول الزمني لتاريخ الطباعة في مصر" والذي اكتشفت خلاله أن العرب، في عصر المماليك والفاطميين على وجه التحديد، مارسوا حرفة الطباعة قبل يوهان جوتنبرج، مخترع الطباعة الحديثة، بنحو خمسة قرون.
وتناولت غادة من خلال تصميمات الجرافيك تاريخ الطباعة في مصر بداية من عصر السومريين سنة 3000 قبل الميلاد وحتى إنشاء مطبعة دار المعارف عام 1902.
وفي خطوة مبتكرة لتعليم العربية، دشنت والي مشروع "يلا نلعب" لتعريف الأجانب وصغار السن باللغة العربية بطريقة جديدة من خلال تصميمات الجرافيك، وقد اختير هذا المشروع كواحد ضمن أفضل ١٠٠ تصميم جرافيك في العالم من قبل جمعية الفن المطبعي في شيكاغو.
وتحت شعار "فكر، اقبل، اتغير" تستعد غادة لإطلاق كتاب "مين همّ" لمحاربة التعميم والعنصرية في التفكير وإصدار الأحكام على الناس في محاولة لتصحيح الأفكار النمطية بشكل غير تقليدي ونشر ثقافة قبول الآخر.