أحدث الأخبار
أثبتت دراسة فلكلورية حديثة أن مساعدة المرأة للرجل في أعمال الزراعة جعلتها صاحبة قرار في المنزل وداخل أسرتها، كما ساهمت في تنمية موارد الأسرة.
وأكدت الدراسة -التي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب تحت عنوان "المعارف الشعبية المرتبطة بالزراعة"- أن قرارات المرأة الريفية نمّت موارد الأسرة ووصلت إلى حد صناعة إمبراطوريات في بعض الحالات، نظرا لاهتمامها بتعليم الأبناء وقيامها بعدة أدوار داخل الأسرة مكنتها من زيادة مواردها.
والمقصود بالمعارف الشعبية هنا الخبرات التراكمية والتجارب العملية التي ارتبطت بالزراعة، والصفات المكتسبة من خلالها مثل روح الجماعة، والتعاون، والاتحاد، والصبر.
وقالت د.عائشة شكر الباحثة الفلكلورية ومُعدة الدراسة، لأصوات ممصرية، إن الزراعة منذ العصر الفرعوني قامت على المرأة والرجل، موضحة أن المرأة كان لها أعمال محددة بجانب الرجل في كل مراحل الزراعة.
وأشارت الدراسة إلى ابتكار المرأة لعدة طرق لتخزين الحبوب من الطين، وأدوات لطحن الدقيق من الفخار والأحجار، وعمل الفطائر، وطرق تصنيع الكانون، وتصنيع الجبن، مشيرة إلى أن المرأة استطاعت من خلال الزراعة أن توفر موارد للأسرة.
وأوضحت د.عائشة شكر أن الزراعة عمل مشترك اعتمد على النساء والرجال في كل مراحله حتى الآن، قائلة "صحيح كان للست أدوار محددة لكنها كانت مشاركة في كل مراحل الزراعة بشكل مؤثر".
وأكدت الدراسة أن المرأة ساهمت بشكل كبير في تخزين الحبوب و"جمع الدودة" وشتل الأرز (تجميعه في حزم) ونشر المحصول، وفي الحصاد وجمع المحصول، ووصل الأمر إلى إعداد الطعام للأنفار (عمال الزراعة).
كما أوضحت أن ارتباط المرأة بالزراعة جعلها تؤدي بعض الأدوار الأخرى المرتبطة بالزراعة مثل تربية الدواجن والحيوانات و"خض اللبن"، واتجاهها إلى صناعة والتجارة.
وتقول الباحثة إنها لم تفصل دور المرأة في الزراعة عن دور الرجل، لأن الزراعة عمل مشترك اعتمد على الاثنين معا.
ويسعى كتاب "المعارف الشعبية المرتبطة بالزراعة" -المكون من ثلاثة فصول- إلى التعرف على الوسائل والأساليب التي استخدمت لحفظ هذه المعارف وتوارثها عبر الأجيال من خلال التنشئة الاجتماعية واستخدام الأمثال الشعبية كصيغ فنية تحفظ المعارف الشعبية وتسهل انتقالها إلى الأجيال الجديدة.