بدأت فكرة استكشاف العالم تراودها وهي لا تزال في السابعة عشرة من عمرها، لكنها كانت من الفطنة بحيث تدرك أن الطريق لتحقيق حلمها لا بد أن يمر بعدة محطات لإقناع ذويها بفكرة السفر بمفردها.

تحكي بسمة محمود (20 عاما) -طالبة بكلية زراعة جامعة القاهرة- كيف حققت حلمها تدريجيا وتغلبت على العائق الأكبر الذي يقابل كثيرا من راغبات السفر وهو إقناع الأهل، وقالت لأصوات مصرية "بدأت أول رحلة جوة مصر مع مجموعة من أصحابي واللي بعدها سافرت مع ماما وكنت حريصة اني أوريها اني أقدر أعتمد على نفسي في الحجوزات والتصرف خلال الرحلة، لحد ما أهلي وافقوا على مضض أني أسافر لوحدي بره مصر السنة اللي فاتت".

وسافرت بسمة لأول مرة بمفردها إلى الخارج في رحلة إلى تايلاند وماليزيا استمرت 15 يوما وهي لا تزال بعمر 19 عاما، ومن وقتها التصق بها لقب "البنت بتاعت الفيل" بعد نشرها لصورة من رحلتها وهي فوق ظهر الفيل، كما اشتهرت أيضا بلقب "الصغنونة" كونها تسافر بمفردها في هذه السن الصغيرة.

ولم يقتصر الأمر على حد السفر بمفردها، ولكنها حاليا تنظم رحلات سفر للفتيات داخل مصر إلى دهب وشرم الشيخ والأقصر وأسوان تساعدهن فيها على التخطيط لرحلاتهن بأقل تكاليف دون الحاجة للاستعانة بشركات السياحة التي تضاعف من سعر الرحلة.

وتقول بسمة "أهلي بعد ما كانوا متضررين اني مسافرة لوحدي، نظرتهم ليا اختلفت بعد ما أثبتلهم اني عندي قدرة على التصرف والاعتماد على النفس، وان البنت مش محتاجة راجل يكون معاها عشان تعرف تسافر وتتصرف في أي موقف صعب يقابلها".

التخطيط لأول رحلة استغرق من بسمة بعض الوقت لتوفير المال اللازم، وتقول "كنت باحوّش من مصروفي وبعمل جمعيات، والفلوس اللي أحوشها أحولها لدولارات عشان قيمتها متقلش، وقدرت أعمل حساب بنكي وبعد 6 شهور طلعت فيزا لتايلاند".

وتدبر بسمة حاليا المال لرحلاتها من خلال عمل مشغولات يدوية من الكروشيه وبيعها، نظرا لكونها لا تزال طالبة وليس لديها مصدر دخل ثابت، وتؤكد "لما تحط هدف لنفسك هتلاقي مليون طريقة عشان تحققه".

وعن تنظيم رحلات للفتيات، قالت "كنت حابة أساعد البنات اللي عاوزين يسافروا بس معندهمش الجرأة أو الخبرة الكافية، ولما باسافر مع جروب مش باخد فلوس في إيدي أنا باعرفهم بس إية أرخص عروض الطيران والإقامة وكل واحدة بتدفع بنفسها، لأن هدفي مش الربح لكن اني أساعد البنات بخبرتي المحدودة في المجال والخطوة الجاية تنظيم رحلات بره مصر".

وتطمح بسمة لتنظيم شركة للتخطيط للرحلات عقب تخرجها من الكلية تمكنها من استكشاف مختلف أنحاء العالم ومساعدة غيرها على السفر.

وعن الصعوبات التي تقابلها خلال السفر، تقول "نظرة المجتمع ليا كبنت بتسافر لوحدها وتعليقاتهم أكتر حاجة بتضايقني، وكتير بقابل ناس تقولي إنتي إزاي مسافرة لوحدك وأهلك سابوكي إزاي والناس هتقول عليكي إيه واستني لما تتجوزي وسافري مع جوزك".

وتضيف "غير كده بقدر أتصرف مع أي موقف طارىء يقابلني وبابقى مبسوطة لما بثبت للناس اللي قالت لي الكلام ده أن نظرتهم مكنتش صح والبنت زيها زي الولد تقدر تعمل أي حاجة وتعتمد على نفسها".