أحدث الأخبار
لم يمنعها إنجاب تسعة أبناء التفوق في عملها وتخليد اسمها كأول محامية في مصر والعالم العربي، فكانت مفيدة عبد الرحمن تردد دوما أن "للبيت والأسرة الحق الأول دائما في كل الظروف".
ولدت مفيدة عبد الرحمن عام 1914، وكان والدها موظفا بالمساحة أهلته موهبته في الخط الجميل لكتابة المصحف الشريف بيده لأكثر من ثمانية عشرة مرة، ثم أنشأ مطبعة خصصها لطبع المصحف ونشره بملايين النسخ.
وكان رجلا متفتحا سابقا لعصره، علم أبناءه الخمسة تعليما راقيا.
التحقت مفيدة برياض الأطفال ثم المدرسة الابتدائية فالثانوية وحصلت على البكالوريا (الثانوية العامة حاليا) من المدرسة السنية بحي السيدة زينب في القاهرة. وتزوجت عام 1933 قبل أن تلتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) بعد زواجها بعامين لدراسة القانون، وكان وقتها دخول الجامعة محظورا على المرأة المتزوجة، لكن توسط لها الدكتور محمد كامل مرسي باشا وعبد الرازق السنهوري باشا لتكون بذلك أول زوجة تدخل الجامعة.
عملت مفيدة عبد الرحمن بعدها بالمحاماة وتألقت، وكانت أول محامية تقيّد أمام محكمة النقض وأول سيدة تنضم إلى لجان تعديل القوانين، وأول محامية في العالم العربي تترافع أمام المحاكم العسكرية.
وتغلبت مفيدة على كافة العقبات التي تقابل الزوجة والأم العاملة، فرغم إنجابها لسبعة فتيان وفتاتين استطاعت أن تتفوق في مجالها وتصبح رئيسة للاتحاد الدولي للمحاميات بالقاهرة ورائدة المحاميات العربيات وتترافع في أكثر من 400 قضية على مدى فترة علمها بالمحاماة.
وتقول ميسان حسن مديرة البرامج بمؤسسة المرأة والذاكرة، لأصوات مصرية، إن نجاح مفيدة عبد الرحمن في خوض مجال المحاماة كان أبرز دليل على قدرة النساء على تغيير الصورة النمطية ﻷدوارهن في المجتمع.
وأضافت "نجحت السيدة مفيدة أن تكون مثالا حيا على خطأ وجهة النظر التقليدية التي تختزل دور المرأة في المنزل والمجال الخاص. وشجعت مسيرتها الكثير من النساء على تحقيق أحلامهن المهنية".
وأشارت ميسان إلى أنه بعد عقود طويلة من معركة مزاولة النساء لمهنة المحاماة، فلا تزال المرأة المصرية مستمرة في النضال لانتزاع كافة حقوقها، وقالت "ما زالت النساء المصريات يكافحن من أجل حقهن في العمل بالقضاء".
ولعبت مفيدة عبد الرحمن دورا في الحياة السياسية وأصبحت نائبة بمجلس الشعب من عام 1960 حتى عام 1976.
وبعد مشوار طويل حققت خلاله الكثير من الإنجازات وقدمت نموذجا ملهما للنساء في مصر والعالم العربي، توفيت مفيدة عبد الرحمن عام 2002.