أحدث الأخبار
أصدرت مجلة روزاليوسف الفنية في مارس 1925، كما أصدرت مجلات أخرى منها الرقيب، وصدى الحق، والشرق الأدنى، ومصر حرة، وأخيرا مجلة صباح الخير عام 1956، لتصبح روزاليوسف قائدة لجيل من أهم الكتاب والصحفيين في مصر.
وتحتفل مؤسسة روزاليوسف حالياً بمرور تسعين عاما على تأسيسها من خلال أنشطة مختلفة كان آخرها معرض للكاريكاتير، أفتتح أمس الاثنين بمسرح الفنون بدار الأوبرا، ويضم أهم الأعمال التي نشرت في المجلة منذ تأسيسها.
ولدت "روزاليوسف" بمدينة طرابلس في لبنان سنة 1898، ورحلت إلى مصر وهي في الرابعة عشرة، بعد وفاة والدها، واسمها الحقيقي فاطمة محمد محيي الدين اليوسف.
بدأت حياتها كممثلة ناشئة في فرقة عزيز عيد الذي اكتشف موهبتها، كما عملت في فرقة جورج أبيض المسرحية، وكانت البطلة الأولي في فرقة "رمسيس" ليوسف وهبي، ومن أشهر أدوارها غادة الكاميليا، وأوبريت العشرة الطيبة، ودافيد كوبرفيلد، والتاج والفضيلة، وتعلمت في تلك الفترة القراءة والكتابة والتمثيل، وأصبحت الممثلة الأولى في مصر، وأطلق عليها النقاد "سارة برنار الشرق".
وسارة برنار هي ممثلة مسرحية ذاع صيتها في أوروبا.
تُعد روزاليوسف رائدة الصحافة في مصر، ومعلمة لجيل بدأ خطواته الأولى في مجلة روزاليوسف، وبدأت كمجلة أدبية فنية مصورة، ثم تحولت إلى القضايا السياسية في العام الثالث لصدورها وانتشرت انتشاراً واسعاً.
واهتمت روزاليوسف في مجلتها بخدمة القضايا الوطنية فخاضت في سبيل ذلك معارك ضد الملك والإنجليز.
ضم حزب الوفد فاطمة اليوسف هي ومجلتها بعد تقارب الرؤى بينهما، وتعرض حزب الوفد في تلك الفترة لحملة انتقادات عنيفة، وأطلق عليه خصومه "حزب روزاليوسف"، إلا أن هذه العلاقة الوطيدة لم تدم بين فاطمة اليوسف وحزب الوفد، فسرعان ما تحولت إلى عداء، بعد إصرارها على انتقاد رئيس الوزراء "نسيم باشا" ومطالبته بعودة دستور 1923 وإجراء انتخابات نزيهة، فما كان من الوفد إلا أن فصلها ومجلتها من الحزب، في الوقت الذي أدت حملتها ضد حكومة نسيم باشا إلى استقالة الحكومة، وعودة دستور 1923.
تزوجت "فاطمة اليوسف" ثلاث مرات كانت أولها من المهندس الفنان "محمد عبد القدوس"، وأنجبت "إحسان" الذي أصبح من كبار أدباء مصر، ثم تزوجت من المسرحي زكي طليمات، ثم من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة.
لم تكن روزاليوسف رائدة في الصحافة والفن فقط ولكنها كانت قائداً نشطاً في الحركة النسائية الناهضة آنذاك، حيث حفزت السيدات على أن يعملوا في أي مجال للمشاركة في النهوض بالمستوى المادي لأسرهم وهذا هو السبب وراء توظيفها لكثير من البنات في مجلتها.
توفيت فاطمة اليوسف في 10 أبريل 1958عن عمر يناهز 67 عاماً.
وتقول الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، لأصوات مصرية، إن روزاليوسف أسست مدرسة صحفية متميزة وجريئة استطاعت أن تكسر تابوهات كثيرة في المجتمع، واتسمت برؤية خاصة في تناولها للقضايا.
وأضافت أن روزاليوسف قادت جيلا من كبار الكتاب والصحفيين، مشيرة إلى أن المجلة اكتسبت شهرتها وجماهيريتها لانتماء عدد من الكتاب المميزين لها، مثل العقاد، ومحمود عزمي، وإحسان عبد القدوس، وصلاح حافظ، وعادل حمودة، وغيرهم.
وأوضحت نوال مصطفى أن "مدرسة روزاليوسف كانت تجمع بين الأدب والصحافة وكل كتابها كانوا كتيبة، وبالتالي كانت موضوعاتها شيقة ومقروءة جدا".
واعتبرت الكاتبة الصحفية أن روزاليوسف وأخبار اليوم مدرستان من أهم المدارس الصحفية، قائلة "رغم أن كل مدرسة تحمل رؤية مختلفة لكنهما كملوا بعض وتركوا بصمة، وعملوا أجيال من الصحفيين".