أحدث الأخبار
تمردت الكاتبة سارة طوبار في مجموعتها القصصية "التفاحة لم تكن فاسدة"، على النهايات التقليدية لـ"الحواديت"؛ ففي قصصها النهايات ليست دائما سعيدة والأميرة لا تحتاج أميرا لإنقاذها.
وأقيم أمس الأربعاء، حفل توقيع المجموعة القصصية الأولى لسارة طوبار -بمكتبة البلد بوسط القاهرة-، والتي تتضمن 19 قصة تستعرض لقطات من حياة فتيات ونساء مصريات، يهربن بالخيال من واقع لا يشبه أحلامهن تارة، ويشهرن أسلحة المواجهة والرفض تارة أخرى.
وأهدت الكاتبة مجموعتها لهؤلاء "الغريبات" -كما سمتهن- قائلة "الغريبات هما الستات اللي المجتمع طول الوقت بيحاسبهم على اختلافهم وأحلامهم، وبيحاول يقنعهم إن هما غلط لمجرد إنهم مش ماشين نفس السكة المعتادة، واللي ليهم طرقهم الخاصة للحياة والحلم بره قالب العادات والتقاليد".
سنووايت والساحرة الشريرة
وقالت الكاتبة سارة طوبار، في مقابلة مع أصوات مصرية، إن أميرات عالم الواقع بحاجة لأشياء أهم من انتظار الأمير، مثل أن "تعرف الأميرة الطريق الأنسب لتحقيق أحلامها، وأن تختاره بإرادتها دون أن يفرض عليها، وأن تقاوم الإحباط والخيبات التي تتعرض لها طوال الطريق".
واستوحت الكاتبة عنوان مجموعتها الصادرة حديثا عن دار مقام للنشر والتوزيع، من قصة "سنووايت" (بياض الثلج)، والتي تتناول فيها الأميرة تفاحة الساحرة الشريرة الفاسدة فلا تفيق من الغيبوبة إلا بقبلة الأمير، قائلة "حكاية اتربينا عليها وصدقناها ولما كبرنا اكتشفنا إن مسلمات الحواديت مش شرط تكون حقيقة وإن الأميرة مش محتاجة أمير عشان تفوق من الغيبوبة".
وعبر قصص "أوجاع بالنعناع" و"حواديت" و"فاصل من الزمن" و"تحت سقف الخذلان" و"محاولات للفرار من شجرة صبار" وغيرها قدمت سارة طوبار نموذج الابنة والزوجة والأم في قوالب غير نمطية.
ففي قصة "محاولات للفرار من شجرة صبار" قامت بطلتها بقتل زوجها -في خيالها- الذي "لم يقرأ لها الشعر يوما" وإمعانا في الانتقام فكرت "لو تطهو أجزاء منه للأولاد أو القطط"، وقالت الكاتبة إنها لجأت لتخيل قتل الزوج عوضاً عن التفكير في الطلاق لأن "المطلقات في مجتمعنا غير مرحب بهن".
وأضافت، "بالرغم من إن الطلاق حلال إلا إن المجتمع بيرفضه وبيتعامل بعدوانية مع المرأة المطلقة، عشان كده ستات كتير بيكملوا حياتهم مضطرين لأن مافيش بديل قدامهم".
الرجل شريك في النكد
وفي المقابل يرى الزوج عادة أنه ضحية لزوجته "خميرة العكننة" و"ملكة النكد" وهي أوصاف "مبالغ فيها" كما تقول الكاتبة، وترى أن "الرجل شريك في ذلك وربما كان السبب الأساسي في النكد".
وتوضح "الراجل بيتربى من صغره على إن طلباته أوامر وبينتظر من مراته إنها تضحي طول الوقت وتكون مصدر السعادة والراحة بالنسبة له بغض النظر عن الضغوط اللي عليها، وغالبا النكد بيكون رد فعل منها ورفض غير مباشر لاستغلالها".
وترى سارة طوبار أن "الأدب يتيح الفرصة لمناقشة قضايا النساء ويعبر عن مشاعرهن وأحلامهن ويكشف تناقض المجتمع وازدواجيته في التعامل معهن".
وهو ما يسمح بإلقاء الضوء على قضايا النساء بشكل أكبر ويجعلها مطروحة للنقاش باستمرار بحسب الكاتبة التي تعتبر الكتابة "مشروع حياة" بالنسبة لها ووسيلة لسرد حكايات تعكس واقع النساء في مجتمعنا.
ودرست سارة طوبار في كلية التجارة، وتخرجت عام 2005 ، وتعمل حاليا إخصائية شؤون مالية، وكانت بدايتها في عالم الكتابة عبر مدونة "محاولات للبحث عني" التي أنشأتها عام 2007 وصدر لها كتاب إلكتروني بعنوان "ذاكرة شرقية".