"التذكرة هي البوابة الرئيسية التي تفصل بينك وبين جميع أحلامك، هي المرحلة الأولى في رحلة تحقيق حلم السفر، وبمجرد الوصول لها، نضمن لك قصة جديدة في حياتك، قصة أنت وحدك بطلها".. كلمات تدعو بها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الشباب لمحاضرات للتوعية بفنون السفر والهجرة، أغلبها مجانية أو بسعر رمزي، ليتحدث البعض عن تجاربهم مع السفر، وتعريف البعض الآخر بكيفية الوصول لذلك الطريق.

ونظمت مؤسسة Teens club غير الهادفة للربح محاضرات من هذه النوعية تحت عنوان "التذكرة" في الجريك كامبس بالحرم الجامعي القديم للجامعة الأمريكية قرب ميدان التحرير بوسط القاهرة. وقال سيف طارق أحد العاملين بالمؤسسة المعنية بمساعدة الشباب من سن 12 إلى 25 عاما لخلق مجتمع تنمو فيه مهاراتهم إن "كل الناس هدفها السفر، سواء فسحة أو دراسة، جمعنا في الحدث ده ناس عندهم خبرة، يقصروا عالشباب الطريق والوقت."

وعن أسباب تنظيم "التذكرة"، يقول سيف الذي تحظى مؤسسته بدعم من مؤسسات محلية ودولية وتنظم دورات في مجالات البيزنس والفنون والتكنولوجيا إن "أغلب المنح تبدأ في شهر يناير، لهذا نظمنا ذلك الحدث حتى يتمكن الشباب من تجهيز الأوراق، وتوفير الأموال".

قيمة حضور الحدث الذي يستغرق يومين، كانت 40 جنيهًا للفرد، وقال سيف "لا يعود علينا أي عائد مادي، فنحن متطوعون لخدمة الشباب من عمرنا، أما تكلفة الحضور، فهي لتغطية تكاليف ومصروفات المكان ليس أكثر، وفي المقابل لنا أولوية في الفرص التي يعلن عنها من عدة جهات مثل الأمم المتحدة وغيرها".

وعن التنسيق مع أي جهات رسمية معنية بالشباب أو السفر والهجرة، أكد سيف أنه لا يوجد أي تنسيق مع أي جهة رسمية لتنظيم ذلك الحدث، بالجريك كامبس، على مدى يومين.

محاضرات للهجرة

لم تكن تلك هي الدعوة الوحيدة إلى محاضرات للحديث عن السفر والهجرة، ورصدت أصوات مصرية عشرات الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2011، لمحاضرات ولقاءات مع مستشارين للسفر والهجرة لدول العالم، أحدثها دعوة بعنوان "محاضرة مجانية للهجرة إلى استراليا". وكان المهندس السوداني محمد عبدون المتطوع في موقع "عرب كان" ضمن منظمي المحاضرة. وأكد عبدون أن ذلك الحدث هدفه هو مساعدة الشباب الراغبين في السفر والهجرة، ولا يسعى لأي عوائد مادية.

وقال إن "عرب كان" هدفه توعية الشباب للطرق المشروعة للهجرة، بدلا من السفر عبر البحر والهجرة غير الشرعية، وتقديم طلبات اللجوء، والتي تؤدي لضياع مستقبلهم وتعرضهم للخطر، على عكس الهجرة الشرعية التي تؤمن لهم مستقبلا أفضل.

وعن اختيار أستراليا بالذات، أكد عبدون، أن بها فرصا جيدة، وتحتاج إلى الكوادر، وأن كل ما يفعله أنه يتحدث مع الراغبين، ومساعدتهم في تحضير الأوراق المطلوبة، وإرشادهم للفرص المناسبة وفقا لإمكانياتهم ومؤهلاتهم.

وعن انتشار دعوات للقاء "مستشاري هجرة"، لتسهيل خطوات السفر، أكد أن أغلبها يكون للنصب أو الاستغلال المادي، فلكل دولة موقع يشرح كيفية الهجرة إليها من شروط وتفاصيل، ولكن أغلب الناس لا تبحث.

الجهات الرسمية

وأكد عبدون أنه لا يوجد أي تنسيق بين موقع "عرب كان" وبين أي جهة رسمية لتنظيم تلك اللقاءات. وبعد التواصل مع المكاتب الإعلامية لكل من وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الهجرة والمصريون بالخارج، أكدا أنه ليس لديهم علم بتلك اللقاءات رغم انتشارها على مواقع التواصل الإجتماعي، وأنهم في طريقهم إلى رصدها ومحاولة تنسيقها، لعدم وقوع الشباب في براثن النصب أو الاستغلال.

حلم على الطريق

وحضرت "أصوات مصرية" حدث "التذكرة" الذي تم تنظيمه عبر "teens clup" بالجامعة الأميريكة، والذي تحدث فيه عدد من الشباب والمنظمات المختصة بالسفر، عن تجاربهم، وكيفية الالتحاق بالمنح الدراسية، والسفر التطوعي، وأفضل وأرخص وسائل السفر، وتقديم بعض النصائح، حول الحصول على أفضل ثمن لتذاكر السفر، وعدم النزول في الفنادق، والنزول في "الهوستيلز" أي بيوت الشباب في الدول الأجنبية، وعروض الاستضافة في منازل المواطنين بتلك الدول، وسفر الفتيات.

وقالت هايدي سهدي ممثلة مصر في الاتحاد الدولي للشباب، وأدمن صفحة i travel ، التي يقارب عدد متابعيها 180 ألف شخص، في كلمتها إنها جاءت لتتحدث عن السفر وتجاربه، وليس إجراءاته، وكيفية التعامل مع من لديه هواية السفر، وضرورة بذل المزيد من المجهود للوصول لأفضل العروض.

وحضر الحدث أكثر من 2200 شاب مصري، تراوحت أعمارهم بين 16 و30 عامًا، من بينهم، حسام محمود 17 عامًا، والذي أكد أنه أتى كي يتعرف على طريقة الحصول على البعثات الدراسية، ومعرفة المواقع والنصائح للحصول على تلك المنح.

وقال الشاب العشريني زياد أحمد، إنه من عشاق السفر إلا أنه لا يعرف الطريق حتى الآن، وقصد المحاضرة للتعرف أكثر على الإجراءات المطلوبة، والبلدان التي يسهل السفر إليها، وتتوفر لديها فرص المنح والعمل.

وأشار زياد أنه راغب في فكرة السفر، إلا أنه كان يشعر أنها مستحيلة، لكن حين حضر "الإيفنت" أو الحدث انتزعت من داخله الرهبة، واستشعر أنه من الممكن أن يتحقق حلمه.

إحصائيات

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن عــدد المصـريين المهاجـرين الــذين اكتسبوا صفة المهاجــر 409 مهاجـرين "أصلى ومرافق" عــام 2015 مقابـل 505 مهاجـرين "أصلى ومرافق" عام 2014 بنسبة انخفاض قدرها 19%..

 وأشار إلى أن عدد المصريين المهاجرين والــذين اكتسبوا صفة المهاجــر بالخارج 369 مهاجرا أصلىا بنسبة 90.2%، و40 مهاجرًا مرافقا بنسبة 9.8% من الإجمالى.

وبلغ عدد الحاصلين على مؤهل جامعى من المصريين المهاجرين والــذين اكتسبوا صفة المهاجــر 208 مهاجــرين بنسبـة 53.3%مــن إجمـالى عـدد المهـاجريـن الأصـليين والمرافقــين فى سـن التعليم "10 سنوات فأكثر"، البالغ عددهم 390 مهاجرًا.

ويأتى المهاجرون فى الفئة العمرية "35- 39 سنة"، فى المرتبة الأولى من حيث عدد المصريين المهاجرين والــذين اكتسبوا صفة المهاجــر، حيث بلـغ عددهم 127 مهاجـرًا بنسبـة 31.1% يليهـا الفئـة العمرية "40 – 44 سنة" بعدد 93 مهاجرًا بنسبة 22.7 % من الإجمالى.

كما أن نسبة إجمـالى تصـاريح العمل والدراسة الصـادرة للمصـريين بالخـــارج عــن طـريــــق وزارة الداخــليــة "أول مرة ـ تجديد" ارتفعت إلى 1.33 ملـيون تصــريح عــام 2015 مقابــل 1.32 مـليون تصريح عــام 2014 بنسبـة زيــادة 0.9 ٪ .