أحدث الأخبار
لقبت بـ"أم المقاتلين الشهداء"، وقال عنها جمال عبد الناصر "لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية"، فكانت راوية عطية أول امرأة مصرية وعربية تجلس تحت قبة البرلمان في العالم العربي.
رشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة -البرلمان آنذاك- عام 1957 عن محافظة القاهرة، وفازت بأكثر من 11 ألف صوت، وكان عمرها لم يتجاوز 31 عاما.
وقبل ذلك لم يكن للنساء الحق في الترشح لعضوية البرلمان، إلى أن صدر دستور 1956 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي منح المرأة حق الترشح في الانتخبات البرلمانية فضلا عن الإدلاء بصوتها.
ومنذ أن وضعت راوية قدمها في البرلمان وهي تناقش القضايا وتطرح لها الحلول، فطالبت وزير الشؤون الاجتماعية بتنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، لحل المشكلات الأسرية.
كما نادت بتعديل مشروع لائحة الجامعات، والقضاء على العادات والتقاليد التي تسيء لسمعة مصر في الخارج من خلال تعاون مشترك بين لجنة العادات والتقاليد بوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الإرشاد القومي.
وقالت كريمة الحفناوي، لأصوات مصرية، إن "برلمانيات الفترة الناصرية اهتممن بالقضايا الاجتماعية ومن بينها قضايا المرأة"، معتبرة أن هذه الفترة أسست لنضال المرأة فيما بعد.
وأضافت "راوية عطية قدمت نموذجا للنائبة الحقيقية من خلال دفاعها عن قضايا المرأة والمجتمع معا، بالإضافة إلى دورها في العمل العام قبل وبعد دخولها مجلس الأمة.
ولدت راوية عطية عام 1926 بمحافظة الجيزة ونشأت في أسرة سياسية، فوالدها شمس الدين عطية من الرواد الأوائل في العمل السياسي وكان صديقا حميما لمصطفى النحاس باشا.
وفي سن العاشرة، شاركت راوية عطية في كل مظاهرة تقوم بها مدرستها ضد الاستعمار، وفي إحدى المرات أصيبت برصاصة ولكنها نجت من هذه الإصابة.
والتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ بجامعة القاهرة، وبعد التخرج عملت بالصحافة لمدة 6 سنوات، وتتلمذت على يد موسى صبري ومصطفى أمين وحُسن شاه.
وساهمت راوية في العمل التطوعي، حيث أنشأت جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين والشهداء ولذا لقبت بـ"أم المقاتلين الشهداء" وكان لـها دورا إيجابيا في رفع معنويات الجنود في حرب 1956 وأثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث عملت كأول ضابط اتصال في جيش التحرير.
وفي حرب 1973، قادت حملة تبرعات واسعة فقد جمعت من معظم الشركات في مصر إعانات وهدايا للجنود، بالإضافة إلى مساهمتها في حل مشاكل أسرهم مما ساعد في رفع روحهم المعنوية.
أما في حرب العراق والكويت، قدمت راوية دورات إسعاف وتمريض ودورات دفاع مدني للسيدات الكويتيات، وأرسلت مع السيدات الهدايا إلى الجنود الكويتيين، وأرسلت رسائل أطفالهن إليهن في الجبهة.
وحصلت راوية على نوط الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لخدمتها في العمل التطوعي لمدة 30 عاما، وحصلت على شعار الجيش الثالث الميداني ووسامي 6 اكتوبر والقوات المسلحة.
وقبل وفاتها بأربعة أعوام، اعتلت منصب رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان. وتوفيت راوية عطية في 9 مايو عام 1997 عن عمر 71 عاما.