أحدث الأخبار
هل المملكة العربية السعودية نادمة على استثمار مليارات الدولارات في نظام ينحاز الآن إلى أسوأ اعدائها.. ايران؟ رد الكاتب السعودي د.خالد باطرفي على هذا السؤال في مقال بصحيفة سعودي جازيت اليوم الثلاثاء قائلا "على الإطلاق".
وتكاثرت التكهنات عن مستقبل العلاقات المصرية السعودية بعدما ظهر الأسبوع الماضي خلاف بين البلدين للعلن لأول مرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر قبل عامين.
وجاء ذلك بعدما انتقد المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن بشأن سوريا لم يكن موافقا لموقف السعودية من الأزمة السورية.
وتدعم السعودية جماعات معارضة مسلحة في سوريا وتطالب برحيل الرئيس بشار الأسد في حين تطالب مصر بحل دبلوماسي ولا تشترط رحيل الأسد، وهو ما يعد أقرب لموقف ايران الخصم اللدود للسعودية.
وقال د.باطرفي في مقاله إن الاستثمارات السعودية في مصر تحقق مصلحة الطرفين. وأضاف "نحتاج مصر قوية للعب دورها القيادي في الشؤون العربية. نستفيد من الاقتصاد المزدهر ونحقق أقصى فائدة من مواهبه وخبراته. لا يمكننا تحمل التجربة الصعبة التي مرت بها البلاد بعد سقوط نظام مبارك عام 2011 . كان ذلك وضعا خطرا للمنطقة. "
وأضاف أنه سئل في حوارات تلفزيونية عما إن كان يخشى من أن تحل إيران محل السعودية كداعم رئيسي لمصر، فأجاب قائلا "من المؤكد أن خسارة أكبر بلد عربي لصالح المعسكر الروسي الفارسي يمكن أن يغير قواعد اللعب."
وتابع "كما قلت، لا يمكننا أن نخسر مصر. ويجب ألا ننسى أنها أكبر دولة سنية عربية. وفضلا عن ذلك، فلا يمكن لإيران تحمل سداد ديون مصر أو أن تحل محل قروضنا واستثماراتنا ودعمنا. لم يمكنها عمل ذلك في لبنان أو غزة الأصغر كثيرا."
واعتبر الكاتب أن التساؤل عن خروج مصر على التحالف مع السعودية فيه مبالغة. وقال إن وسائل الاعلام والنخبة في مصر يحبان الدخول في معركة مع طرف خارجي لصرف الانتباه وتوجيه اللوم إلى الخارج عن اخفاقات داخلية.
وأضاف أن الحقيقة أن السعودية ومصر تتفقان في أغلب القضايا، فهما عضوان في التحالف العسكري العربي والتحالف العسكري الاسلامي ضد الارهاب، وينسقان مواقفهما في الجامعة العربية والاتحاد الافريقي -حيث للسعودية وضع مراقب- وفي منظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة واليونسكو وغيرها.
لكن الكاتب قال إنه لا ينبغي التهوين من الخلافات بشأن القضية السورية. وأضاف أن إيران هي الخطر المشترك الذي نواجهه كلنا بما في ذلك مصر.
وأضاف أن الخوف مما يمكن أن تحمله الديمقراطية لسوريا مثل الأحزاب الاسلامية ومنها الاخوان المسلمين هو شيء، وأما العمل مع الشيطان لتدمير البلد بكامله لمنع هذه النتيجة فهو شيء آخر.
وقال إن "مصر ما تزال مهمة وذات صلة وليس لدينا رفاهية القلق من حسابات مستقبلية لمخاطر نائية أو بعيدة". وتابع أن "رقابنا تحت السيف، واذا ذهبنا فما معنى ان نقلق بما يأتي لاحقا."