انطلقت الفكرة لمحاربة الأطعمة السريعة الغنية بالكوليسترول والدهون المشبعة "Junk Food"، والدعوة لتقديم طعام صحي بمذاق لذيذ في مكان صديق للبيئة.

"مطعم".. مشروع أسس فكرته مهندس ميكانيكا ومرشدة سياحية ليلقى رواجا معقولا لدى رواد منطقة وسط البلد بالقاهرة، بسبب الحرص على تقديم مشروبات وأطعمة صحية وسط ديكورات توحي بأجواء مصرية قديمة.

ويعتمد المشروع بشكل أساسي على الفتيات -سواء العاملات أو المتطوعات- لتقديم طعام بيتي بشكل مختلف ومذاقات متعددة.

وتقول مديرة التسويق في مشروع "مطعم"، أسماء عصام، إن المشروع يقدم نموذجا في تقديم أطعمة صحية بدون إفراط في استخدام المكسبات والدهون الضارة، إضافة إلى إعادة تدوير المخلفات واستخدامها بطرق مبتكرة في الديكور.

وتوضح أسماء، في مقابلة مع "أصوات مصرية"، أن ديكورات "مطعم" تعتمد على بالتات خشبية وكاوتشات السيارات وحصائر من الخوص وإضاءة خافتة باستخدام الشموع والعلب الزجاجية "البرطمانات" الفارغة وغيرها.

تواصل بلا "مواقع للتواصل"

كما يتعمد المشروع عدم وجود شبكة انترنت أو "wifi" داخل المطعم لضمان تعميق التواصل الاجتماعي بين رواده بدون الانشغال بالإنترنت أو مواقع التواصل التي "أفقدت الناس تواصلهم الحميمي" على حد تعبير مديرة التسويق بالمشروع.

وتضيف أن "زيوت الطعام لا نتخلص منها بل نصنع منها شموعا ومواد نظافة كالصابون حتى لا نسبب أضرارا بمرفق الصرف الصحي حال إلقائها".

وتشير أسماء عصام إلى أن "مطعم" لا يستخدم التكييفات لأن الفريون مضر للبيئة ويعتمد على الشفاطات وفتحات التهوية الطبيعية، كما يستخدم لمبات موفرة للطاقة ويتم فصل المخلفات الصلبة والعضوية للحفاظ على البيئة.

أزرق وبني

ويتبع مشروع "مطعم" جاليري "أزرق وبني" في نفس المكان، حيث يعتمد الجاليري على إعادة استخدام المخلفات بطرق مبتكرة لصناعة أدوات منزلية.

وتقول أسماء إن سبب اختيار اسم الجاليري يرجع إلى أن لوني الأزرق والبني من أكثر الألوان المتجانسة رغم اختلافهما، إضافة إلى أنهما من أكثر الألوان المتواجدة في الطبيعة كجذوع الأشجار والبحر والسماء.

وتضيف أن فكرة المطعم والجاليري ترتكز على "الرجوع إلى الطبيعة" سواء في الديكورات أو الأدوات المستخدمة أو الأغاني.

ويعمل المطعم والجاليري من الساعة الحادية عشر صباحا وحتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وتقول أسماء إن أجواءه تستقطب شباب الفنانين والصحفيين المترددين على منطقة وسط البلد بالقاهرة.

ورشة عفش

توضح أسماء عصام أن أحد أهداف مشروع "مطعم" هو تأسيس ورشة "عفش" تعتمد على إعادة تدوير مخلفات البيئة، مؤكدة أن هناك أثاثا وأدوات منزلية يتم صناعتها من بعض المخلفات بطرق فنية ومبتكرة وبأقل التكاليف.

وتقول "مش بندور دلوقت على أرباح لأننا بنبيع الأكل ومنتجات المعرض بتكلفة بسيطة.. لأن ترسيخ البصمة أهم من العائد المادي في هذه المرحلة".