أحدث الأخبار
القضية: اندثار الحرف اليدوية في مصر.
النول، الخيامية، الفخار والخزف، اللوحات الرملية، الحياكة والتطريز، مشغولات جلدية ومن السعف.. حرف فنية من التراث المصري تتلاشى أمام سطوة التكنولوجيا ومتطلبات الحياة في ظل وضع اقتصادي متأزم.
كيف يمكن إنقاذ فنون هي جزء من الهوية المصرية، وجني عائد مادي مُجز في الوقت نفسه؟ معادلة قد تبدو صعبة، لكن يدوية لديها مفاتيح حلها.
يدوية مشروع رائد، يرعى الأنامل المصرية التي تنتج أي فن من التراث كان أو مستحدثا، "لا نسوق المشغولات اليدوية وحسب، بل نُعرف المشترى بتاريخها، وقصص فناني تلك الحرف"، يقول أحد مؤسسيها: أسامة غزالي.
غزالي كان مديرا لمحمية جبل علبة جنوبي البحر الأحمر، حتى 2012 حين أسس وزملاء له يدوية. درس العلوم في موطنه الصعيد، وحصل على الماجستير في إدارة العلوم البيئية من إنجلترا.
يتفرغ غزالي و6 آخرين ليدوية، مصدر رزقهم الأساسي، عبر التسويق الإلكتروني لمشغولات يدوية انتجها ما يزيد عن 3 آلاف حرفي ترعاهم الشركة.
يقول "نسافر، نكتشف الفنانين الحرفيين في مختلف أرجاء مصر، نُقيم احتياجاتهم، وندرب من يحتاج تدريب، ثم نسوق منتجاتهم عبر قنواتنا سواء الموقع الإلكتروني أو على مواقع التواصل الاجتماعي". وفي المقابل تحصل يدوية وهي شركة تسويق إلكتروني، على نسبة من المبيعات.
الوصفة
حين بزغت يدوية كفكرة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، كان غزالي ومتبنو قضية الحفاظ على التراث يفكرون في إنشائها كجمعية أهلية، لكنهم فضلوا تأسيسها كشركة لأن "شكل الجمعيات الأهلية، ثبت فشله في دمج التنمية المستدامة بالبعد الاقتصادي".
وعليه تعرض يدوية على موقعها الإلكتروني -بنسختيه العربية والإنجليزية- صور المنتجات التي تبيعها، مصحوبة بقصة المنتج والفنان الذي صنعها وكيف صنعها، "فالجمهور يدخل يقرأ عنها، يُقدرها أولا، ثم يشتريها".
من هنا تُحقق يدوية الهدف الذي من أجله تأسست وهو كما يذكره غزالي بالعامية "ازاي نخلي المواطن ينظر للحرف باعتبارها صناعات إبداعية وليس بمنظور اقتصادي بحت".
فالحرف تتعرض للإندثار لأنها إما ينظر لها المواطن باعتبارها "فلكلور جميل، ويسيبها، وإما إنها مجرد منتج فينظر لها بشكل اقتصادي، فتبقى علاقة غير متزنة".
سالمة بنت واحة سيوة، زينب من مرسى علم، وأم عائشة من الشلاتين، فنانات كتبت عنهن أصوات مصرية، هن وفنانون ترعاهم يدوية، وتُعرف بهم في معارضها، وتفتح لهم منافذ لكسب الرزق داخل مصر وخارجها.
وعن مشروعه، يقول غزالي "بالنسبة لي قضية: كيف نُعرف بالفنانين داخل مصر، كيف نوصلهم ببعض وبالعالم، وفي نفس الوقت نحافظ على التراث هذا حتى لا يموت".