أحدث الأخبار
لا يبدو رواد الأعمال متضررين من أزمات تعويم الدولار وزيادة الأسعار، التي تنشغل بها الشركات الكبرى والمهتمين بأحوال الاقتصاد عامة، وإنما شاغلهم الرئيسي هو البحث عن الكفاءات القادرة على دفع أعمالهم للأمام، في وقت تشهد فيه مصر موجة هروب لهذه الكفاءات إلى الخارج بشكل عنيف.
أنصح أي شخص بتعلم البرمجة والتكويد. أعدك ستجد عملا داخل أو خارج مصر، بدوام كامل أو من المنزل، هذه هي الوظيفة الأكثر طلبا في مصر الآن
يقول أمير شريف، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "بشر سوفت"، الشركة المديرة لأكبر مواقع توظيف في مصر، إن كل فرصة عمل منشورة على الموقع، يتقدم إليها في المتوسط من 100 إلى 200 شخص، وهذا هو الطبيعي منذ سنوات، إلا فيما يخص الكفاءات المرتبطة بتطوير الأعمال.
فالمهندسون أصحاب الخبرات في تطوير المواقع وإدارتها "لا نجد الكثيرين منهم، لأنهم مطلوبون بشدة في الخارج، وسفرهم زاد بشكل رهيب خلال العام الماضي"، كما يوضح شريف.
لذلك فهروب الكفاءات مشكلة رواد الأعمال الرئيسية وليس توافر الدولار أو سعر صرفه أمام الجنيه، كما قال شريف لأصوات مصرية، خلال قمة رايز أب، التي عُقدت على مدار 3 أيام بوسط القاهرة، وأنهت اعمالها أمس الأول.
وكان موقع «فوربس» قد نشر في نهاية 2015 مقالا عن أهم 10 مدن في العالم لبدء الأعمال، كانت القاهرة واحدة منها، وقالت الكاتبة إيمي جوتمان في المقال إن السبب لاختيارها القاهرة، هو كونها تضم عددا هائلا من شباب الخريجين من أصحاب الكفاءات، الذين اتجهوا لإنشاء مجموعة من الشركات الناشئة.
ولكن يبدو أن القاهرة بدأت تخسر جزءاً من تلك الميزة كما يرى رواد الأعمال.
وقال كون أودونيل، مدير تطوير الأعمال بشركة رايز أب المتخصصة في خدمة رواد الأعمال في مصر، إن أزمة ضم الكفاءات وصناعة فريق العمل تبقى مُعضلة أمام صغار رواد الأعمال في ظل هروب الكفاءات، "كيف يمكن أن يقدموا لهذه الكفاءات بديلا عن السفر والحصول على دخل أكبر؟ و حتى لو بقوا في مصر فيمكنهم العمل في شركات عالمية".
ويوضح أودونيل أن رواد الأعمال يتغلبون على هذا المأزق بطرق مختلفة منها منح هذه الكفاءات التي يبحثون عنها حصصا في شركاتهم، فيصبحون مالكين للمشروع وليسوا مجرد موظفين فيه.
ويقول مينا شنودة، مؤسس شركة "المَكَنة" صاحبة التطبيق الإلكتروني المتخصص في توصيل المواطنين، بواسطة الدراجات البخارية وليس السيارات، "أبحث على مدى شهور عن مهندسين لإدارة التطبيق، ولا أجد، وأنا أعرض راتب أو حصة في الشركة، ولكن نادرا ما أجد الشخص المناسب".
وتحتل مصر المركز 104 عالميا من بين 140 دولة من حيث الاحتفاظ بالمواهب والكفاءات المحلية، وفقا لتقرير التنافسية العالمية 2016.
يقول أيمن إسماعيل ، أستاذ كرسي عبد اللطيف جميل لريادة الأعمال بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن مشكلة الشركات الآن هي توظيف متخصصين في تنمية المواقع، والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "أنصح أي شخص بتعلم البرمجة والتكويد. أعدك ستجد عملا داخل أو خارج مصر، بدوام كامل أو من المنزل، هذه هي الوظيفة الأكثر طلبا في مصر الآن".
أما فيما يخص الباحثين عن عمل، في الوقت الذي بلغ فيه معدل البطالة في مصر 12.8%، فيقول أمير شريف رئيس شركة بشر سوفت، المتخصصة في التوظيف، إن هناك نموا أكبر في عدد الباحثين عن الوظائف الحرفية، مقارنة بباقي الوظائف، "تقريبا الضعف".
وتدير بشر سوفت موقعي "فرصنا" المتخصص في توظيف العمال والحرفيين، و"وَظّف" الذي يعد الموقع الإلكتروني الأول في توفير الوظائف في مصر.
ويوضح شريف من واقع تقديمه لخدمات التوظيف أن تأثير أزمات الدولار وارتفاع الأسعار على الشركات العاملة في السوق المصري جاء متباينا "هناك شركات تكافح للبقاء في السوق، وأخرى تتوسع وتبحث عن موظفين جدد، ونحن كرواد أعمال مستفيدون من الأزمة.
"لو شركة محتاجة موظفين هتروح لمكتب توظيف، ممكن تدفع 5000 جنيه في الشهر علشان تلاقي موظف مناسب، لكن احنا أرخص طبعا، وفي وقت الأزمة الطلب علينا بيزيد، فالشركات تلجأ لنا بسبب جودة ورخص خدماتنا"، كما يقول شريف.