أحدث الأخبار
"مثقفة وشجاعة ومتحدية لكافة المشكلات التي تواجهها" هكذا عبر الإعلام الغربي عن المرأة العربية بعد ثورات الربيع العربي في صورة رصدتها الباحثة ياسمين أسامة.
وياسمين أسامة هي مدرس مساعد في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، وتستعد حاليا للمشاركة بدراستها الأولى "صورة المرأة العربية.. في الصحافة الأمريكية والبريطانية" عن دار العربي للنشر، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعد مشاركتها في معرض الشارقة والجزائر.
وقالت الباحثة، ياسمين أسامة، لأصوات مصرية، إن الصورة التي عرضها الإعلام الغربي عن المرأة العربية بعد ثورات الربيع العربي، أبرزت أدوارها المتعددة في المجتمع، وقدمت نماذج لشخصيات نسائية ناجحة في مجالات مختلفة.
وأكدت، في دراستها، أن "الغرب أعادوا النظر في تلك الصور التي لم تكن ترى في المرأة العربية سوى السلبيات والماضي، وتغافلت -عن عمد أو غير عمد- عن حاضرها الحافل بالإنجازات والنجاحات".
وأوضحت أن هناك تحسنا ملحوظا في الصورة التي تقدمها الصحافة الأمريكية والبريطانية لقرائها عن المرأة العربية.
وقالت "بدا هذا التغيّر واضحا في اختيار مجلة التايم الأمريكية في عددها الصادر في 14 ديسمبر 2011، نشر وجه متظاهرة عربية على غلافها تحت عنوان "المتظاهرة العربية" من بين أهم مائة شخصية أثرت في العالم عام 2011".
وأشارت إلى صحيفة الجارديان البريطانية التي نشرت على رأس قائمتها لأهم عشرة نساء في 2011، صورة لامرأة عربية تقف في مواجهة مدرعة للأمن تعبيرا عن شجاعتها في مقاومة رموز القمع والظلم.
وتهدف الدراسة إلى رصد الصور التي قدمتها الصحافة الغربية ممثلة في عينة من الصحافة الأمريكية والبريطانية اليومية والأسبوعية لقرائها عن المرأة العربية خلال أعوام 2011 و2012 و2013، والكشف عن عناصر هذه الصور ومكوناتها الرئيسية، وتحليل ما تضمنته من اتجاهات.
ومن هنا تبرر الكاتبة الاهتمام الذي لم يسبق له مثيل من الصحافة العالمية بالمرأة العربية التي خرجت في التظاهرات وقادت المسيرات المطالبة بالإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في بلادها، وظهرت في صورة مغايرة عن الصور القديمة التي اعتادت وسائل الإعلام الغربي تقديمها.
وأكدت ياسمين أسامة أن النقد الموجه إلى المرأة العربية قلّ وأبدت الصحافة الغربية إعجابا بشجاعتها وتمسكها بحقوقها واعتبرتها أمل المنطقة العربية في تحقيق الديمقراطية والتقدم.
ورأت أن هذا التغير لم يمنع أن هذه الصورة المعاصرة لازالت تعاني من التنميط، قائلة "كانت صورة المرأة في الإعلام الغربي سلبية في المطلق وتحولت إلى إيجابية في المطلق وبالتالي مازال هناك تنميط لصورة المرأة".
واعتبرت أن الإعلام الغربي لم يراع أن النساء العربيات يتسمن بالتنوع في قدراتهن البدنية والعقلية، وصفاتهن الشخصية، ومستوياتهن التعليمية، وكذلك في تطلعاتهن وطموحاتهن، وبالتالي فإن التنميط يعتبر تشويها للصورة.
قالت الباحثة إن ثورات الربيع العربي مثلت نقطة تحول في نظرة عدد من الدول الغربية للعالم العربي، انعكست على التناول الإعلامي لهذه المنطقة التي عانت كثيرا من اضطهاد الغرب ونظرته السلبية للمرأة العربية.
وترى أن تحسين أوضاع المرأة العربية اقتصاديا واجتماعيا وتشريعيا وتمكينها من القيام بأدوارها يؤدى بالضرورة إلى تحسن الصورة التي تقدمها لها الصحافة الغربية، لأن الصورة تعكس جزءا من الواقع.