أحدث الأخبار
"بعتذر اني مالحقتش أغنّي.. وإن قُصر الوقت خانني.. وإن حلمي امتحنَي.. قبل ما ألحق حتى أذاكر.. واني كل ما أموت يقولوا.. أصله مادخلش بتذاكر.. واني بعمل مش ف بالي.. رغم اني لسه فاكر".. جزء من قصيدة "ابتذال" من ديوان "آخر شوية ليل" للشاعرة إيرين يوسف التي وقعت طبعته الأولى مطلع هذا الأسبوع.
و"آخر شوية ليل" الذي طرح بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، صدر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، وهو الديوان الثاني لإيرين يوسف، بعد أن صدر ديوانها الأول "شبرا مصر" عن الهيئة العامة للكتاب عام 2014، ووصل للقائمة القصيرة لجائزة الراحل أحمد فؤاد نجم لشعر العامية.
وعن اختيارها لعنوان "آخر شوية ليل" تقول إيرين يوسف، لأصوات مصرية، "عشان آخر شوية ليل دول اللي بتتجلى فيهم كل الصراعات النفسية ونعاتب ونحاسب روحنا فيهم قبل ما نغمض وننام، ولو الوضع الحالي المظلم دا اعتبرناه ليل بتمنى يبقوا آخر شوية ليل والنهار يطلع إن شاء الله".
وتتجلى هذه الصراعات النفسية في ديوان "آخر شوية ليل" وتقول فيه:
"للمرة الكام ماتحرَّمش؟
وتجازف بالباقي ف روحك
وتخسَّر قلبك دقَّاته
وتقايض فرحك بجروحك
وتروح مبسوط ترجع بتسبّ ..
وتقع وتقوم .. وتتوب وتصوم
للمرة الكام تغرق وتقب ..
وتبيع عمرك كله بساعة
وتنام خالي تصبح بتحب ..
وتراهن على ناس بياعة
يحرقوا آخر كارت ف جيبك
وتقول مش لاعب يا جماعة
مش لاعب فعلا كدا هغرق
وتفوق على نفسك بتفرّق؟
للمرة الكام؟"
ويحتوي الديوان على 40 قصيدة (ما بين طويلة وقصيرة) بالعامية المصرية، ويضم ثلاثة فصول عن النفس، والحب، والوطن، كتبتها الشاعرة في حوالي 27 شهراً.
وترى إيرين يوسف أن الثورة انتصرت لحرية المرأة، قائلة "الحقيقة ثورة يناير فعلا حررت أصوات كتير وانتصرت لحرية المرأة المصرية في كل المجالات، ولكن من الناحية الشعرية أظن مش هنحصد ثمارها دلوقتي لأن لسة تجارب البنات مرتبكة ومتخبطة ومش هتبدع غير لما التجربة تكتمل".
وتوضح أن الفتيات يواجهن ضغوطا أكبر بكثير من تلك التي يواجهها الرجال، قائلة "المجتمع مجحف جدا في رؤيته للمرأة بشكل يدفع للتعاطف والتضامن معها".
وعن قلة الإنتاج الشعري للفتيات وقلة عددهن تقول "فيه كتير بيحاولوا بس ما بينجحوش وما بيستمروش واللي قدروا يفرضوا نفسهم على الساحة قليلين فعلا".
وتضيف "الشاعر تجربة والبنت في مصر بحكم العادات والتقاليد تجاربها محدودة جدا عشان كدا مابتقدرش تبدع زي الرجل اللي سافر وليه علاقات وجرب".
وتؤمن إيرين يوسف أنه لا يوجد إبداع طالما هناك قيود، قائلة "بمجرد ما تتحرر المرأة بشكل كامل، هتفرض نفسها بقوة في مجال الشعر تحديدا لأن الست بطبعها حساسة وشاعرية وبتهتم بالتفاصيل وبتسرح وبتهيم وهي أولى فعلا بالإنتاج الأدبي الشعري وقتها مش هيبقى فيه أزمة شاعرات".
ومن ديوان شبرا مصر تصف إحساس "الحنان الصافي" الذي لا يشعر به الإنسان إلا بالعودة لجذوره..
"لحد اللحظة دي قادرة
بلمعة عينها فـ الصورة
ورا البرواز
تاخدني لحد بيت شبرا
تدّفي الأكل ع البوتجاز
وتغرفلي حنان صافي
مابستغربش .. فـي عز التلج
بيبقى الجو ليه دافي
فـ قلب البيت داهو بالذات
وإيدها قادرة تعمللي
بيجاما قدي بالمللي
بدون مقاسات
وكل زيارة أقول همشي
ومقدرش"
وتهتم إيرين يوسف في شعرها أكثر بالقضايا الوطنية والصراعات النفسية، قائلة "كأن واحد بيكلم نفسه طول الوقت وبيعاتبها ويتخانق معاها".
وتضيف "بحكم الوضع السياسي القضايا الوطنية فرضت نفسها على كل الأقلام أما العاطفي في شعري فقليل جدا وعند الضرورة الملحة".
وعن وصفها إحساس الرجل في شعرها توضح "أنا بحكي بإحساس الإنسان بشكل عام لا راجل ولا ست وبرفض تماما تمييز الأحاسيس في المواضيع النفسية تحديدا كلنا بنتألم بنفس القدر وبنتبسط من نفس الحاجات".
وترفض إيرين يوسف مصطلحات "الأدب النسائي" و"الأمسيات والوقفات والاحتجاجات النسائية"، قائلة "اهتم بالإنسان وفقط".
واعتبرت إيرين يوسف اختيار مدحت العدل لديوانه الجديد عنوان "شبرا مصر" خطأ تم تداركه، موضحة أن مدحت العدل وضع إضافة للعنوان وقدم لها اعتذارا عن هذا الخطأ ودعاها لحفل توقيع ديوانه.