أحدث الأخبار
احتفل اليوم محرك البحث جوجل بالذكرى الثالثة والتسعين لميلاد الراقصة والممثلة سامية جمال التي ولدت في 5 مارس 1924، وكتب محرك البحث الشهير على الانترنت اسمه على صفحته الرئيسية في مصر بطريقة انسيابية، ربما اتساقا مع انسيابية رقصات سامية جمال، على خلفية عدة صور لها.
وسامية جمال من مواليد محافظة بني سويف جنوب القاهرة، وظهرت في أواخر الأربعينات من القرن العشرين واسمها الحقيقي "زينب خليل إبراهيم محفوظ"، لكنها عرفت باسم سامية جمال.
وبدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها، وقدم فريد الأطرش وسامية جمال ستة أفلام منها عفريتة هانم وحبيب العمر وآخر كدبة.
وقالت الكاتبة الصحفية، ناهد صلاح مؤلفة كتاب "الفراشة" الذي يسرد حياة سامية جمال إن "شخصية سامية درامية وإنسانية قدرت تلفت نظري ككاتبة وناقدة سينمائية، طفلة معذبة فقيرة من قاع المجتمع بتبقى نجمة شهيرة".
وأوضحت لأصوات مصرية أن أول المشاهد الدرامية في حياة الراقصة التي أحبها الملايين بدأت في مرحلة الطفولة عندما انتقلت من الصعيد مع أسرتها إلى حارة في شارع الأزهر، ثم هربت سامية وعمرها 13 عاما من منزل أسرتها لسوء معاملة زوجة الأب لها ولجأت إلى منزل شقيقتها لتعاني من سوء معاملتها هي الأخرى لها، فتقرر أن تهرب مجددا وتتجه هذه المرة إلى أول سلم الفن بكازينو بديعة مصابني.
وترددت شائعات كثيرة عن وجود قصة حب جمعت بين سامية جمال وفريد الأطرش، ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج وضع حداً لهذه العلاقة، وتزوّجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات بينما ظلّ فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته.
كما كان لسامية جمال زواج آخر في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد الله كينج.
وعلى حد قول ناهد صلاح، عشقت سامية فريد الأطرش وهي في الثالثة عشر من عمرها دون أن تراه، "أحبته من أغنياته التي كانت تستمع إليها في الراديو، فكانت تنصت إليها في حب وشغف وظلت تحبه دون أن تراه إلى أن التقت به في كازينو بديعة مصابني".
وتضيف "الشائع أن الأطرش رفض الزواج من سامية لأنه ينتمي إلى عائلة أمراء بينما هي فتاة بسيطة".
عملت سامية جمال من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية.
واتجهت سامية جمال اتجاهاً فنياً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا. فاعتمدت على المزج بين الرقص الشرقي والغربي فيما اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.
ومن أشهر أفلام سامية جمال "الرجل الثاني"، و"سكر هانم"، و"زنوبة"، "نشالة هانم"، و"أمير الانتقام"، و"العزيمة"، و"حبيبي الاسمر"، و"الجنس اللطيف"، و"أحمر شفايف"، و"رصاصة في القلب"، و"من فات قديمه".
واعتزلت سامية جمال الفن في أوائل السبعينيات ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في 1 ديسمبر عام 1994، بعد غيبوبة دامت ستة أيام في مستشفى مصر الدولي بالقاهرة، لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن.