تكنولوجيا للكشف عن الأورام السرطانية عبر قياس أي تغير في مرونة الأنسجة باتت في متناول الأطباء المصريين بنصف تكلفتها العالمية بفضل شركة مصرية رائدة.

تقنية إلاستوجرافي (Elastography) إحدى طرق التصوير بالموجات فوق الصوتية تقيس مرونة الأنسجة اللينة في جسم الإنسان، وتقلل من الحاجة إلى أخذ عينات حية من الورم سواء بالطرق التقليدية أو الحديثة.

"ولا تتوفر هذه التقنية إلا على أجهزة الموجات فوق الصوتية الحديثة بتكلفة إضافية قد تتخطى 10 آلاف دولار" على حد قول أحمد إيهاب محمود الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الطبية بجامعة القاهرة واستشاري البحث والتطوير في ­(دلني تك).

و(دلني تك) التي أخذت اسمها من وظيفة التقنية التي تساعد الأطباء في تشخيصهم للأورام الحميد منها والخبيث، شركة ناشئة يقف وراءها فريق بحثي من قسم الهندسة الطبية في جامعة القاهرة.

سعى هذا الفريق إلى توفير حل تقني يمكن استخدامه مع أي جهاز موجات فوق صوتية بإضافة (إلاستوجرافي) بتكلفة أقل وكفاءة عالية.

بالضغط

يعتمد عمل تقنية إلاستوجرافي على فكرة الكشف بضغط اليد (Palpation) الذي عرفه المصريون القدماء كوسيلة تقليدية لتشخيص المرض، لكن بدلا من يد الطبيب تستخدم التقنية الجديدة مجس جهاز الموجات فوق الصوتية.

وعبر الضغط ترسم التقنية صورة ملونة للمنطقة محل الفحص في جسم المريض تختلف ألوانها باختلاف مسافة تحرك الأنسجة تحت المجس ما يعكس درجة مرونتها.

وتتدرج صورة إلاستوجرافي في الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأخضر، والأزرق)، بحيث يمثل الأحمر الأنسجة الأكثر مرونة، مقابل الأزرق للأنسجة المتصلبة (وفي بعض أجهزة الموجات فوق الصوتية يشير الأحمر للأنسجة الصلبة، والأزرق للمرنة).

صورة إلاستوجرافي الملونة كما تظهر للطبيب، وتوضح الأنسجة المتصلبة في ثدي سيدة ومدى صلابتها- صورة من (دلني تك)

أما الصور التقليدية للفحص بالموجات فوق الصوتية فتأخذ اللونين الأبيض والأسود، ويعتمد الطبيب على عتامة اللون وقياس حجم العضو الذي يفحصه في تشخيص الورم.

وسمحت إلاستوجرافي للأطباء بمعرفة درجة صلابة ورم ما بمقارنته بالأنسجة المحيطة، ما يترتب عليه تحديد خطورة الحالة ومدى احتياج المريض للخضوع لعملية أخذ عينة للفحص.

وتتيح (دلني تك) التي تأسست مطلع 2016، برنامجا يستطيع رسم صور المرونة دون الحاجة إلى منتجات الشركات العالمية.

وخلال الضغط الخفيف بالمجس التقليدي لجهاز الموجات فوق الصوتية على جسم المريض، يُسجل الطبيب لقطات فيديو لعملية الفحص، يحملها على برنامج (دلني تك) على الحاسوب وبدوره يرسم البرنامج صورا تبين درجة المرونة.

وتعمل الشركة -التي يحتضنها مركز الإبداع التكنولوجي- على تمكين الطبيب من رؤية تلك الصور فوريا أثناء الضغط الخفيف بالمجس التقليدي خلال الفحص الطبي.

ويحتضن مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، التابع لوزارة الاتصالات المصرية، المشاريع الوليدة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنها (دلني تك)، بمنحها مكانا للعمل، وخدمات استشارية وتسويقية لمدة عام.