أحدث الأخبار
أيام قليلة ويستقبل السوق الأمريكي خدمة إلكترونية مبتكرة تستطيع التنبؤ بنجاح الشركات الوليدة (Startups) ومن ثم إرشاد المستثمرين في وقت مبكر إلى أين ومع مَنْ يضعون أموالهم. هذا الابتكار يقف وراءه مهندس مصري واثنان آخران.
المهندس هو عمرو شادي الرئيس التنفيذي لشركة تي أيه تيليكوم (TA Telecom) الشركة المصرية والعربية الوحيدة في قائمة عالمية بأكثر 100 شركة واعدة في مجال الابتكارات التكنولوجية.
قبل 18 سنة من الآن كان شادي في غرفته مُشتتا بين الأسئلة المعتادة التي تدور في ذهن الشباب عن الغد القريب والبعيد، ويفكر في معطيات حاضره: هو مهندس كهرباء يعمل في شركة والده. تلك الشركة التي لأجلها تخصص في هندسة الكهرباء وسافر إلى كندا لدراستها.
"لكن هل هذا حقا ما أُريد فعله؟" سأل شادي نفسه، وأجابها: لا.
خلال دراسته في جامعة دالهاوزي الكندية، درس شادي البرمجيات ضمن تخصصه، أحبها واستحوذت على تفكيره حتى بعد التخرج بعامين. فكر كثيرا وقرر التخصص في المجال الذي يميل له، لكن سؤالا جديدا وقف أمامه: هل سيتقبل والده تركه لعمل العائلة؟
"لازلت أذكر المكالمة الهاتفية التي دارت بيننا جيدا، أخبرته أني أريد العمل في مجال البرمجيات، فاجأني بترحيبه لقراري وتشجيعي عليه"، بهذه المكالمة خرج مهندس الكهرباء من جلباب الأب، ممتنا لهذه المباركة الهاتفية.
ضغطة زر
المعطيات الجديدة تقول إن البرمجيات شغفه، لكن الحب وحده لا يكفي. تحيطه حفنة من الأسئلة المتلاحقة وسؤال مِفتاحي: ماذا يحتاج السوق المصري؟
حاول هو وصديقه الإجابة على هذا السؤال، ليدركا مبكرا حاجة سوق العمل -آنذاك- إلى خدمة الإعلان بالرسائل القصيرة. ومن هنا كانت البداية في عام 2000.
برأس مال 15 ألف جنيه أسسا عالأس أم أس (SMS- اختصار بالإنجليزية لكلمات: خدمة الرسائل القصيرة) لتكون وكالة لإعلانات الموبايل، أتاحت لعملائها من شركات ومحال تجارية تكنولوجيا إرسال إعلان نصي عن منتج أو سلعة إلى آلاف الهواتف المحمولة بضغطة زر.
وبضغطات زر متتالية كانت عالأس أم أس بذرة صالحة نمت إلى أن أصبحت الآن شركة عالمية في مجال تكنولوجيا الموبايل والبرمجيات هي تي أيه تيليكوم مقرها القاهرة وفروعها في 9 دول أفريقية وآسيوية.
تعمل الشركة المصرية في نيجيريا، وجنوب أفريقيا، وكينيا، وليبيا، والإمارات المتحدة، والسعودية، وأفغانستان، وروندا والمغرب ويعمل بها 80 موظفا، تبيع ما تنتجه من تطبيقات للموبايل وخدمات تكنولوجية بإجمالي 67 مليون جنيه (قيمة مبيعات عام 2016).
آينجل
في 2015 أراد شادي دخول السوق الأميركي فاختار العلم مدخلا، وحصل على الماجستير في علم التحليلات التجارية من جامعة نيويورك، وقدم واثنان من زملائه (آينجل-AiNGEL) مشروعا لتخرجهم.
وآينجل-هو برنامج كمبيوتر يمكنه التنبؤ بمستقبل نجاح شركة ناشئة (حتى قبل أن تبدأ عملها) عبر تغذيته بمجموعة من البيانات.
من بين تلك البيانات (أين درس مؤسس الشركة، وخبراته العملية، وكذا الفريق الذي يعمل معه، فضلا عن جمع كل ما كَتبَ عن نفسه أو في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها).
وبدوره يحلل آينجل البيانات ويبرز 50 سمة شخصية عن رئيس أي شركة ما، بينها: هل لديه مهارات القيادة؟ هل يثق في الآخرين؟ هل يغضب سريعا؟ وغيرها.
وبهذه الصفات يسهل على البرنامج التنبؤ بنسبة نجاح شركة وهي في طور التأسيس.
واعتمادا على هذه التقنية أسس عمرو وزميلاه (براسانت وهاريراج) شركة تحمل اسم آينجل، مقرها سان فرانسيسكو، تطلق نهاية يناير الجاري قائمة بالشركات الأمريكية الناشئة ونسب نجاحها، مستهدفة المستثمر المبكر.
والمستثمر المبكر هو رجل أعمال يمول مشروع وليد بشراء أسهم فيه، ويكثر هذا النوع من الاستثمار في أمريكا بينما يعاني السوق المصري والعربي نقصا حادا فيه.
وبداية من شهر فبراير يمكن لعميل آينجل الولوج إلى موقعها -عبر حساب خاص- يطلعُ بالتفصيل على تصنيف الشركة التي يريد الاستثمار فيها، وبالتالي مستقبل أمواله معها. وهي الخدمة التي يتنبأ المهندس المصري عمرو شادي بنجاحها بنسبة 70 بالمئة.